جاءت جوائز الدولة في مصر مخيّبة للآمال. الجوائز التي يمنحها «المجلس الأعلى للثقافة» أُعلنت نتائجها أمس في القاهرة. وقد حاز أبرزها أي «جائزة مبارك» في مجال العلوم الاجتماعية مصطفى الفقي، المستشار السياسي الأسبق للرئيس مبارك، وذلك رغم ترشّحت أسماء لامعة مثل عالم الأنثروبولوجيا الشهير أحمد أبو زيد، وعالم النفس الشهير قدري حفني. أما «جائزة مبارك للآداب» فقد ذهبت إلى شاعر العامية الشهير عبد الرحمن الأبنودي، وهو ما يعدّ انتصاراً لشعر العامية بعدما ظل منبوذاً طويلاً. جائزة الفنون كانت من نصيب التشكيلي ورسام الكاريكاتير مصطفى حسين بعد منافسة مع المعماري علي رأفت، وذلك بعد استبعاد نور الشريف مرشّح نقابة السينمائيين للجائزة، إذ إن أحد شروط الجائزة وجود إنتاج نظري للمرشح. جوائز الدولة التقديرية من جهتها، كشفت عن فقر إبداعي شديد، قد تكون جهات الترشيح مسؤولة عنه. الجامعات مثلاً تجاهلت ترشيح أسماء مثل صنع الله إبراهيم ومحمد البساطي واكتفت بترشيح «أبنائها». هكذا، ذهبت «جائزة الدولة في الأدب» إلى مترجم الأدب العربي إبراهيم البحراوي، والشاعر نصار عبد الله وأستاذ النقد عبده الراجحي. وذهبت في الفنون إلى المخرجين سمير العصفوري، وأحمد زكي، ومحسن زهران. فيما حصل وزير الأوقاف السابق محمد علي محجوب ـــــ تفجرت في عهده قضايا فساد كثيرة ـــــ والمؤرخ عادل غنيم وأستاذ الفلسفة عاطف العراقي ورمزي الشاعر على الجائزة التقديرية في العلوم الاجتماعية.
أما جوائز التفوق فقد كان مفاجئاً أن يحصل على إحداها الناقد فاروق عبد القادر الذي يستحق أكبر منها. دخول عبد القادر في غيبوبة منذ أشهر يثير علامات استفهام كثيرة حول ترشيحه للجائزة. فهل كان سيقبلها لو كان بكامل وعيه؟ الجائزة الثانية في هذه الفئة ذهبت إلى مؤلف الأغاني مصطفى الضمراني، متجاهلة أسماء عدة مثل محمود الورداني، وإدريس علي، وهالة البدري. وذهبت جائزة التفوق في الفنون إلى طفل وزارة الثقافة المدلل خالد جلال. هذا الأخير، يتولى أكثر من منصب في الوزارة رغم وجود عرف بعدم ترشيح العاملين في الوزارة للجوائز، الأمر الذي دفع ناصر عرب رئيس «دار الكتب» إلى الاعتذار عن قبول جائزة التفوّق في مجال العلوم الاجتماعية.
أما الجوائز التشجيعية فقد ذهبت إلى طارق إمام عن روايته «هدوء القتلة»، وقد سبق أن حصلت الرواية نفسها على «جائزة ساويرس» قبل عامين، ما قد يُجبر المجلس على سحبها. فيما ذهبت الجائزة التشجيعيّة في مجال الشعر إلى إيهاب البشبيشي. وقد اتفق وزير الثقافة فاروق حسني مع «أعضاء المجلس الأعلى للثقافة» على عقد اجتماع آخر قريباً لمحاولة سد الثغرات في الجوائز حتى «تليق بمصر»!
محمد...