strong>محمد خيرحين اعتذر عمرو واكد عن عدم المشاركة في فيلم عادل إمام الجديد «زهايمر»، بدا ذلك أمراً عابراً رغم استثنائيّته. أمّا وقد كررت غادة عادل أخيراً تصرف زميلها، معتذرة عن عدم المشاركة في الفيلم نفسه، فلم يعد ذلك سوى دليل على عمق الأزمة التي يواجهها «الزعيم». لطالما كانت مشاركة أي فنان، وخصوصاً إن كان شاباً، في أفلام عادل إمام بمثابة «شرف كبير»، و«تجربة مهمة»، و«علامة في تاريخ الممثل». وتلك ليست عبارات صحافية أو نقدية، بل هي كلمات طالما نطق بها الفنانون أنفسهم أمام كاميرات الصحافة والفضائيات، عند افتتاح كل فيلم جديد لنجم الكوميديا العريق.
لكن في وقت لم يبرر عمرو واكد اعتذاره، واكتفت أسرة الفيلم بإعلان استبدال فتحي عبد الوهاب به، فإن غادة عادل كانت أكثر صراحة، معلنة عن انشغالها بتصوير مسلسلها الرمضاني «فرح العمدة». وتلك ضربة موجعة أخرى تعلن بصورة غير مباشرة عن أولوية البطولة، ولو كانت تلفزيونية، عن مشاركة «الزعيم»، الذي طالما اعتُبر بوابة تقديم النجوم الشبان إلى الجمهور. والمعضلة أن ذلك الجمهور نفسه، هبط بإيرادات فيلم إمام الأخير «بوبوس» إلى الحضيض، ليحتل مرتبة متأخرة خلف «أبنائه» الشبان. ولم يكن ذلك بلا عواقب. والنتيجة أن إمام الذي احتل مقدمة الإيرادات لثلاثة عقود، وجد نفسه مضطراً للانسحاب من الموسم الصيفي. وفي وقت تضاء صالات الصيف بأفلام الشبان، لا يزال إمام يكافح لبدء تصوير فيلمه الجديد، آملاً أن يلحق بموسم عيد الأضحى المقبل. لكن اضطراره لتغيير موسم العرض لم يكن إلا قشة أخيرة، فقبلها رضخ لقانون السوق الذي يعترف بالإيرادات لا بالأسماء، فتنازل عن نصف أجره ليتقاضى 8 ملايين جنيه (حوالى مليون و600 ألف دولار) فقط من «الشركة العربية» منتجة «زهايمر»، بدلاً من الخمسة عشر مليوناً (حوالى 3 ملايين دولار) التي دفعتها له «غودنيوز فيلم» عن «بوبوس». ولا شك في أن لتغيير شركة الإنتاج بحد ذاته مغزى لا يُخفى، وخصوصاً بعدما فشل في العثور على منتج لمشروع فيلمه «فرقة ناجي عطا الله». لكن المغزى الأبرز كان في استعانته بالمؤلف نادر صلاح الدين، الذي ارتبط اسمه بنجم الكوميديا محمد سعد في اثنين من أنجح أفلامه «اللي بالي بالك»، و«بوحة»، فضلاً عن فيلم «8 جيجا» الذي ينافس به سعد في الموسم الصيفي الحالي. ويأتي تعاون «الزعيم» مع صلاح الدين تنازلاً لأول مرة منذ سنوات عن يوسف معاطي، الذي كتب له أفلام السنوات الأخيرة ــــ باستثناء «عمارة يعقوبيان» ــــ وطالما دافع عنه إمام، إلى درجة انحاز لرؤيته في فيلم «حسن ومرقص» في مواجهة رؤية المخرج شريف عرفة، فاعتذر الأخير عن الفيلم الذي أسند إمام إخراجه بعد ذلك لنجله رامي إمام. والمفارقة أن الشقيق الأصغر لشريف عرفة، وهو عمرو عرفة، هو مخرج الفيلم الجديد «زهايمر»، ربما استثماراً لنجاحه مع المؤلف نفسه قبل سنوات في فيلم أحمد حلمي «جعلتني مجرماً». ويبقى أنّ اسم عرفة، سواء شريف أو عمرو، وسيلة نجاح تجاري شبه مضمون. لكن هذا إذا لم يسبّب «الزعيم» إغراق نفسه بنفسه كما فعل مع «بوبوس»، بإصراره على استعادة مشاهد و«لازمات» كوميدية مكررة ونمطية، إلى درجة أصبح الفيلم الفشل التجاري الوحيد لمخرجه وائل إحسان.