كيف سيشاهد اللبنانيون مباريات كأس العالم؟ ما هو مصير المفاوضات بين القنوات اللبنانية من جهة، وقناة «الجزيرة الرياضية» من جهة أخرى؟ أسئلة كثيرة ما زالت معلّقة مع اقتراب الساعة الصفر
باسم الحكيم
بدأ العد التنازلي. «المونديال» ينطلق بعد ساعات، واللبنانيون يتلهّفون لمتابعة مبارياته، وينتظرونها على أحرّ من الجمر. إذاً، وصل اليوم الموعود، إنما لا تزال الأمور ضبابيّة بشأن طريقة متابعة الجمهور لحدث ينتظره مرّة كل أربع سنوات. وهذه السنة، تبرز أسئلة عدة بشأن هذا الموضوع: كيف يمكن المشاهد في منزله، متابعة المباريات؟ هل يترتّب عليه دفع ثمن بطاقة قنوات «الجزيرة»؟ أم ستُحل الأمور؟ وما هي المباريات التي ستعرضها قنوات «الجزيرة الرياضيّة» المفتوحة؟ وهل ستفوز إحدى المحطات اللبنانيّة بعرض المونديال، وخصوصاً أنه يتردّد بأن كلاً من «الجديد» وlbc و«تلفزيون لبنان» تتنافس للفوز بحق النقل المباشر؟
إذا كان «التلفزيون السوري» قد توصّل إلى اتفاق رسمي مع «الجزيرة»، لنقل 22 مباراة عبر القنوات الأرضية مقابل 10 ملايين دولار، بينها الافتتاح ومباراتين من الدور ربع النهائي ولقائَي النصف النهائي والمباراة النهائية، فإن الحال في لبنان مختلفة تماماً. منذ أيّام لم تتوقف المفاوضات، وحتى الأمس كانت مناقشات الساعات الأخيرة ما زالت مستمرة. إنما يبدو حتى كتابة هذه السطور، أنّ طريق «المونديال»، لن تمر في لبنان.
وبخلاف ما يُشاع، فإن «تلفزيون لبنان»، لم يكن من المرشّحين أساساً لنقل البطولة، بل كان مجرد وسيلة تمكِّن أصحاب الكابل والساتلايت من نقل المباريات من خلال تقنيات ومعدّات مجهزة للنقل المباشر في منطقة جورة البلوط. ولأن السعر الذي حدّدته «الجزيرة»، بدا مبالغاً فيه بحسب المحطات اللبنانيّة، فإن المحطتين المرشحتين لشراء حق النقل، حاولتا التفاوض لخفض المبالغ، إنما من دون جدوى. وكان وزير الإعلام طارق متري قد طمأن بعد جلسة مجلس الوزراء بأنّ «اللبنانيين لن يتحملوا أي كلفة إضافية»، مشيراً إلى «أننا لم نكن سوى وسيط بين ممثلي «الجزيرة» وموزّعي الشبكات، وعندما لاحظنا أنّ المفاوضات لم تصل إلى خواتيم سعيدة، كما كانت الحال بالنسبة إلى أصحاب المطاعم والمقاهي والفنادق، تدخّلت الدولة بسلسلة اقتراحات لعلّنا نجد حلاً لهذه المشكلة».

دفع «التلفزيون السوري» عشرة ملايين دولار لنقل 22 مباراة
حتى الآن، كل ما سيتمكن المشاهد اللبناني من متابعته على المحطات اللبنانيّة، مجرد ملخصات وبرامج رياضيّة تنقل بعض المشاهد من المباريات المعروضة عبر معظم الشاشات العالميّة، إضافةً إلى عرض تلفزيون «المستقبل» مثلاً لبرنامج مسابقات خاص بالمونديال يوميّاً (23:30)، كما يمكنه متابعة المباريات التي تنقلها «الجزيرة الرياضيّة» على محطاتها المفتوحة بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ«فيفا». إذ أعلنت المحطة أنها ستختار عدداً من المباريات لبثّها مجاناً لمشاهدي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منها الافتتاح وبعض مباريات البطولة، إنما أجلّت تحديد مواعيدها إلى وقت لاحق.
ويبقى السؤال: هل ستحمل الساعات الأخيرة قبل إطلاق الحكام صفّارة البدء تسوية معينة تتيح للبنانيين متابعة المباراة على الشاشات المحليّة؟ أم سيلجأون إلى الحل الثالث، وهو متابعة المباريات على الشاشات العملاقة في المطاعم؟ وهل يكون الحل البديل في اللجوء إلى المواقع الإلكترونيّة التي تدعو إلى متابعة المباريات «مجّاناً»؟