سفيان الشورابي
كيف نرسم سياسة ثقافية في ظل إنتاج فكري هزيل؟
سؤال تمويل الثقافة طرح هو الآخر: فهل تنفرد الدولة بالاستثمار الثقافي؟ أم تنفتح على رأس المال الخاص؟ أم تفسح المجال أمام المؤسسات المانحة؟ بعض المقاربات رأت ضرورة تحويل الثقافة إلى صناعة وخدمة مربحتين، فيما طرحت أخرى خروج الجهد الثقافي عن نطاق المشاريع الأيديولوجية للأنظمة الحاكمة ومعارضيها على السواء. الجهات المانحة بقيت تحت مرمى السهام من كل حدب؛ فهي صاحبة الأجندات الخفية دائما وأبداً، لكنّ البراهين القاطعة على مثل هذه الاتهامات بقيت نادرة خلال النقاشات. ناقش معظم المشاركين «الهم الثقافي»، لكنّ المؤتمرين فاتهم التعمّق في دراسة حال السوق الثقافية المنحسرة. كيف يمكن رسم معالم سياسة ثقافية ذات مردودية أمام الاستهلاك الفكري العربي الهزيل؟ يمكن أن نطّلع على نسب الأمية ومؤشرات الإقبال على المنتج الثقافي في التقرير الأخير للتنمية البشرية، لنعي أنّ التحديات المطروحة لم تُطرح كلها... وهذا ما قد يستوجب أكثر من مؤتمر للسياسات الثقافية.