محمد عبد الرحمن
لا تزال المشاكل تلاحق أحمد شوبير. هذا الأخير الذي نسب لنفسه فضل تأسيس الإعلام الرياضي المصري، تحوّل إلى لعنة تصيب أي قناة تتعامل معه. وآخر المشاكل، واجهها شوبير مع قناة otv المصرية. في فترة لا تزيد عن شهر واحد، انقلبت العلاقة بين الطرفَين واستغنت المحطة عن الإعلامي المصري. بعدما قررت التوجّه نحو الإعلام التجاري تفادياً لمزيد من الخسائر، كانت القناة التي يملكها الملياردير المصري نجيب ساويريس، قد عقدت مؤتمراً صحافياً كبيراً أعلنت فيه عن برامج الكابتن شوبير الثلاثة التي كان يُفترض أن يبدأ عرضها قريباً.
لكن المحطة اضطرت لفسخ التعاقد مع شوبير، بعد أزمته الأخيرة مع اتحاد الكرة المصري. إذ أصرّ الاتحاد على فسخ العقد بين شوبير والقناة، كما حرم otv من الحصول على حق بث مباريات كأس مصر التي انتهت فعلياً يوم الاثنين الماضي.
وكما كان متوقعاً، اختارت رئيسة المحطة ياسمين عبد الله الصمود بوجه قرار الاتحاد، وأعلنت تمسّكها بأحمد شوبير. وبالفعل، رفعت دعوى قضائية ضد اتحاد الكرة، وحصلت على حكم قضائي لمصلحتها بسبب عدم احترام المسؤولين في الاتحاد العقد. إلى جانب إصرار هؤلاء على إطاحة أحمد شوبير مهما كان الثمن بعدما اتهمهم في وقت سابق، من دون الدليل، بالوقوف وراء التخطيط للاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري في القاهرة مطلع شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
لكن صمود إدارة القناة لم يستمر طويلاً، وفُسِخ العقد بين الطرفَين، ما أثبت مرة جديدة أن الابتسامات والتصريحات الهادئة التي تطلق في المؤتمرات الصحافية لا يمكن أن تقف أمام سطوة «البيزنس» والمصالح الشخصية.
سيناريو شوبير ـــــ otv، شبيه إلى حدّ كبير بما حصل بين الإعلامي المصري وقناة «الحياة». هذه الأخيرة، وقفت إلى جانب شوبير أياماً عدة، بعد صدور حكم قضائي لمصلحة غريمه مرتضى منصور. ثم سرعان ما انقلبت عليه، فنفّذت الحكم القضائي، وفسخت العقد معه بالتراضي. ثم بدأت التصريحات العدائية بين الطرفين. الموقف نفسه تكرر مع otv، القناة التي كانت تنتظر أن ينقذها شوبير فتراجعت للخلف بدل التقدمّ كما كانت تأمل.
ويكفي أن نذكّر بأن المحطة تعيد بث برامجها القديمة منذ خمسة أشهر. لا يبدو مستقبل القناة واضحاً الآن: هل تغلق أبوابها نهائياً كما ردد بعضهم وتستمر شقيقتها الصغرى ontv؟ أم تبحث عن نجم جديد ليس لديه أعداء؟ لا أحد يعرف مصير القناة، بمن في ذلك العاملون فيها الذين يؤكدون أن القرارات النهائية لم تصدر بعد. وإن كانت هناك توقعات بتحويلها إلى قناة مسلسلات وأفلام مثل العشرات من الشاشات المصرية التي هربت من المنافسة في مجال الإنتاج البرامجي.


حظ عاثر

الحقيقة الوحيدة التي باتت مؤكدة أن حظ رجل الأعمال نجيب ساويرس (الصورة) في مجال الإعلام لا يشبه حظّه في باقي المجالات. الرجل الذي اعتاد تحقيق الربح في كل المجالات، وخصوصاً الاتصالات والمقاولات، يدخل كل عام في قائمة أغنى رجال الأعمال العرب، لكن محاولاته السابقة للاستثمار في السينما والفضائيات لم تتكلّل بالنجاح. والطريف أن شقيقه سميح ساويرس انتقد أكثر من مرة رغبة نجيب في الحضور في هذا المجال. لكن يبدو أن رجل الأعمال الشهير لا يزال صامداً رغم التوقعات بخروجه نهائياً من هذا القطاع، وخصوصاً بعد التطوّرات التي شهدها ملف أحمد شوبير.