بشير صفير
عندما زارت فرقة الروك البريطانية «بلاسيبو» لبنان للمرّة الأولى، بدا التوقيت يومها صائباً. كان ذلك في صيف 2004، حين قدَّمت الفرقة حفلة بدعوة من «مهرجانات بيبلوس». مساء اليوم، تعود Placebo إلى بيروت، في محاولة لتكرار التجربة الناجحة التي جمعت في قلعة جبيل شباناً متحمسين ردّدوا مع براين مولكو وزملائه، أغانيَ حفظوها. لكن هذه المرّة، يشوب الموعد غيمة سوداء، مع الحملات الداعية إلى إلغاء الحفلة، أو مقاطعتها، وذلك بسبب تقديم الفرقة حفلة في تل أبيب قبل أيامٍ من دخولها الأراضي اللبنانية. صحيحٌ أن معظم الفرق الأجنبية زارت الأراضي المحتلة قبل لبنان أو بعده. غير أن وضع «بلاسيبو» مختلف. فهي آتية إلى بيروت، مباشرةً من قلب التنين، في الوقت الذي ألغت فيه معظم زميلاتها حفلاتها في الأراضي المحتلة إثر الممارسات الهمجيّة الإسرائيلية بحق «أسطول الحرية».
لكنّ المسألة لا تنحصر في الإطار السياسي، إذ فقدَت الفرقة بريقها في السنوات الثلاث الأخيرة، وذلك لأسباب عدّة. فعند انطلاقها أواسط التسعينيات، وخلافاً لما كان رائجاً آنذاك، قدّمت الفرقة نموذجاً من الروك الكلاسيكي، الذي كانت قد طغت عليه الإضافات الإلكترونية (على غرار Massive Attack وRadiohead وPortishead...). نجح تذكير الجمهور بتيار الروك القديم، بعدما خفت الاهتمام بالفرق الرائدة في هذا المجال لمصلحة الأنماط الغنائية الغربية الشبابية الجديدة. إلا أن ذلك لم يدُم طويلاً، إذ بدا أن لا شيء يُذكر يمكن إضافته إلى عشرات الفرق التي انتشرت في الستينيات وما بعدها.

جهاد المرّ فهم أن الجمهور لم يعد يقبل على الروك البديل

بعض النصوص الراهنة من ناحية، وبعض الأنغام الجميلة من ناحية ثانية، كانت ضرورية للحصول على الاهتمام العالمي، وبالتالي اللبناني، ولكن ليس لوقتٍ طويل.
«بلاسيبو» التي انطلقت عام 1994، باعت ملايين الأسطوانات حول العالم، واشتهرت بأغنيات مثل This Picture و Protect me from waht i want. ثمّ راح الجمهور يستقبل ألبومات الفرقة بفتور متصاعد، وبرغم تعويلها على استعادة بعض الكلاسيكيات، ومشاركة براين مولكو في ألبوم Rendez-vous للمغنية جاين بيركن، من خلال أداءٍ ثنائي لأغنية Smile.
حفلتا الروك الأخيرتان في «الفوروم دو بيروت» (Sisters of Mercy وPeter Murphy)، لم تحقّقا النجاح المرجوّ.
المنتج جهاد المرّ الذي فهم أن الجمهور المحلي لم يعد يقبل بحماسة على هذا النمط من الروك البديل، حوّل وجهته إلى الأسماء التجارية نسبياً. لكنه هذه المرّة أيضاً، تأخر، ولكن ليس كثيراً. فصحيح أنّ جمهور «بلاسيبو» سيكون كثيفاً.... لكنّ الداعين إلى مقاطعتها كثر أيضاً.


9:00 مساء اليوم ـــ «فوروم دو بيروت» (بيروت). للاستعلام: 01/584584.