صباح أيوب«لا أقدر أن أعرّف عنه، فشهادتي به مجروحة... أفراد عائلته استحقوا لقب «ملوك مصر»، أهمّ شيء لديه أنه يحبّ الإنسان، هو صديق سمير قصير»... هكذا عرّفت جيزيل خوري، في زيّها الفرعوني، برجل الأعمال المصري نجيب ساويرس الذي استضافته الجامعة الأميركية في بيروت أمس. «أغنى رجل في أفريقيا، وأحد أكبر أغنياء العالم»، وصاحب شركة الاتصالات «أوراسكوم تيليكوم هولدينغ»، جاء بدعوة من «مؤسسة سمير قصير» ليحيي ذكرى استشهاد الصحافي الراحل، ويفتتح فعاليات مهرجان «ربيع بيروت». قبل أن تترك جيزيل خوري المنصة لـ«صديق سمير»، ذكّرت بأنّ «بعضهم يغتاله مرّة أخرى» مشيرة إلى الدعوى التي رفعت على المؤسسة بتهمة التطبيع مع إسرائيل. وأعلنت أنّ «القاضية ردّت القضية»، لكن فاتها أن تذكر أنّ المحكمة طلبت إحالتها على القضاء المختصّ. أما الجدال في الميول «التطبيعيّة» لمؤسسة جيزيل خوري، فسيأخذ طابعاً آخر بعد احتضانها نجيب ساويرس الذي لا يخفي مشاعره تجاه إسرائيل، ولا علاقاته الشخصيّة مع بعض سياسييها ورجال أعمالها، ولا نشاطاته الاقتصاديّة فيها...
المفاخر بعلاقاته الإسرائيليّة افتتح مهرجان سمير قصير
قبل ساعة من إعلان جائزة سمير قصير لحرية الصحافة (راجع ص 21)، كان ضيوف المؤسسة وأصدقاؤها من سياسيين وإعلاميين، يهلّلون للخطاب الذي ألقاه ساويرس بدلاً من محاضرته المتوقّعة عن «دور الشركات العملاقة في السياسات القومية والإقليمية في العالم العربي». اعتلى ساويرس المنصة، ولم يتطرّق لموضوع «المحاضرة» الذي بدا كأنّه مجرّد ذريعة. بضع عبارات غزل بجيزيل، تلتها «تحية إلى روح سمير»، ثم استذكار بعض أسماء شهداء «ثورة الأرز» والمطالبة بمعاقبة الفاعلين... «أنا هون» صرخت الإعلامية مي شدياق وسط الحاضرين فاستلحقها ساويرس بإحدى تحياته. ثم روى للحاضرين مراحل توسّع شركته، وصولاً إلى كوريا الشمالية. تكلّم بصراحة، وأعلن أنه رأسمالي حتى العظم، يبغض «النظام الاشتراكي الشيوعي الشمولي»... واليسار «اللي ودّانا في داهية»! وتابع خطابه لاعباً على الظَرف المصري، فأثار التصفيق مراراً لدى جمهور قليل اقتصر على أصدقاء «مؤسسة سمير قصير». صوّر المحاضر نفسه كجالب للحريات، ومحسّن للحياة المعيشية في كل بلد وطئه. لكن ماذا عن مصر؟ «الاقتصاد بأحسن أحواله» طمأننا الملياردير المقرّب من النظام. وماذا عن فلسطين؟ «حماس وعباس وإيران وإسرائيل يضعون العوائق أمام اختراقه الأسواق الفلسطينية خدمةً لمصلحة الفلسطينيين». ولم يخف ساويرس انزعاجه من «التصعيد مع إسرائيل بعد اللي حصل مع المراكب ده» (قاصداً اعتداء إسرائيل على قافلة الحرية). وماذا عن التطبيع؟ «اتهامات تعتمد على أفكار سياسية غبيّة وبالية». وختم: «هدفي تحقيق الأرباح وجني الأموال أينما كان».