توجّه القناة الفرنسية ــــ الألمانية اهتمامها إلى القارة الأفقر في العالم التي تحتضن الحدث الرياضي الأبرز. «أفريقيا 2010» تقدّم مجموعة برامج ثقافية وفنية من الأفلام الوثائقية إلى التقارير الخاصة بـ«كأس العالم»
صباح أيوب
كعادتها تولي قناة arte (الفرنسية ــــ الألمانية) على مدار السنة اهتماماً خاصاً بالأحداث العالمية البارزة، سياسية كانت أو ثقافية أو اجتماعية، فتحيطها بتقارير وأفلام وثائقية وبرامج خاصّة... حدث صيف 2010 هو «كأس العالم» لكرة القدم. والمعروف أنّ الرياضة ليست من أولويّات المحطة. لكن «آرتي» قررت الاهتمام بالحدث من وجهة نظر مختلفة من دون أن تكون رياضية بحتة. رأت «آرتي» في استضافة القارّة الأفقر في العالم الحدث الرياضي الأبرز، أمراً يستحق قولبة البرمجة بأكملها! هكذا، ستحتلّ دول جنوب أفريقيا القناة طيلة شهر حزيران (يونيو) تحت عنوان «أفريقيا 2010» وستخترق برامجها كلها: أفلام وثائقية، وتقارير خاصة عن «كأس العالم»، ومئوية استقلال أفريقيا الجنوبية، والذكرى السنوية العشرون لتحرير نيلسون مانديلا، وجولات على السينما الأفريقية والرقص الفولكلوري والموسيقى الشبابية، والوضع المعيشي، والمشاكل الأمنية، وغيرها...
توغو، والكاميرون، والسنغال، وتشاد، وبوركينا فاسو، وبينين، وساحل العاج، والغابون، وموريتانيا، والنيجر، والكونغو، وجنوب أفريقيا، ستكون نجمات شاشة «آرتي» من الأول من حزيران (يونيو) حتى آخر أسبوع منه.
أفلام، وحفلات فنية ونقاشات سياسية وتحقيقات من جنوب أفريقيا
وافتتحت القناة أمس البرمجة الخاصة بحلقة من «تيما» بشريط وثائقي عن لعبة كرة القدم و الـ«بيزنس» الخاص بها، وركّزت على الحدث المتمثل باستضافة دولة أفريقية دورة «كأس العالم» وتأثير ذلك على دول القارة السوداء. كما طرحت مجموعة من الأسئلة وحاولت الإجابة عنها، وأبرزها: كيف يستعدّ سكان جنوب أفريقيا للحدث؟ ماذا يترقّبون؟ وكيف يجهّز البلد المضيف نفسه لاستضافة الفرق العالمية؟ وما هي التحديات الاقتصادية والأمنية؟ وما مدى استعداد جنوب أفريقيا لمثل هذا الحدث؟
وفي العاشر من الشهر الحالي، تبدأ السلسلة الخاصة بالسينما الأفريقية. وستُعرض كل اثنين وأربعاء وخميس، حتى نهاية الشهر، أفلام لمخرجين أفريقيين بارزين، وأعمال أخرى مشتركة، مثل فيلم «اسمي تسوتسي» للمخرج غافن هوود (أفريقي ــــ بريطاني، حائز جائزة «أوسكار» عن أفضل فيلم أجنبي لعام 2006)، وفيلم «سوف تمطر على كوناكري» لشيخ فانتامادي كامارا (غيني ــــ فرنسي)...
ومن مجموعة الأفلام الوثائقية، فيلم «الرقص للجميع» (إعداد فيفيان بلومانشن وإيلينا بروموند) الذي يأخذنا إلى الكاب حيث نشأ برنامج لتعليم الرقص بهدف إبعاد الفتيات عن المشاركة في أعمال إجرامية أو الوقوع ضحية الاستغلال والدعارة (يعرض الاثنين 14حزيران الساعة 24:30).
المحطة الأسبوعية «تيما» تخصص للحدث حلقة ثانية (الثلاثاء 15 حزيران 22:35) بعنوان «أي مستقبل لبلاد قوس القزح؟»، وتستعرض فيها تاريخ جنوب أفريقيا وتطوّره وتطرح واقع إمساك ذوي البشرة البيضاء بكل مفاتيح الاقتصاد في البلد وتحكمهم بمصير الأكثرية السوداء من الشعب.
وفي آخر أسبوع من الشهر، يُعرض فيلم بعنوان «كاتانغا، حرب النحاس» (الاثنين 25 حزيران 24:45) لتييري ميشال، يسلّط الضوء على واقع سياسي ــــ اقتصادي يسود منطقة جنوب شرق الكونغو وهو البلد الأغنى في المعادن، حيث لا تزال مجتمعاته غارقة في فقر مدقع بينما يتنافس التجار الأغنياء والشركات المتعددة الجنسيات مع الصين على توزيع المغانم.
إضافة إلى ذلك، ستعرض arte مجموعة حفلات موسيقية من أداء فرق أفريقية، تتوزّع على أيام الأسابيع الخاصة.

للاطلاع على البرمجة التفصيلية:
www.arte.tv