تجمّعوا أمس في ساحة المتحف بالتزامن مع وقفات تضامنيّة في القاهرة، ودمشق وحيفا، بثّوا أغنيات «محبوبتهم»، وأعربوا عن رفضهم لما يحدث
باسم الحكيم
عشّاق فيروز قالوا كلمتهم أمس. في ساحة المتحف في بيروت وتزامناً مع وقفات مماثلة في حيفا والقاهرة ودمشق. تجمّعوا ليعبّروا بصمتهم عن رفض قرار منع السيّدة من الغناء. لم يصلوا حشوداً في باصات من المناطق اللبنانيّة، كما كان متوقعاً، بل ظلّ عددهم خجولاً بعض الشيء. بعضهم وصل خصيصاً من سوريا للمشاركة، لكن العدد كان كافياً ليؤكّد أنّ فيروز ليست وحيدة في معركتها.
«الفيروزيون» الذين نظّموا الحدث، عبّروا عن رفضهم لما يجري مع «محبوبتهم»، هم من كل الأعمار، رفعوا لافتات تحمل شعاراً واحداً: «صوت الملائكة في مواجهة الجشع»، ولافتات أخرى كتبت عليها مطالع أغنيات للسيّدة منها: «مهما تأخّر جايي ما بيضيع اللي جايي/ ع غفلة بيوصل من قلب الضو من خلف الغيم/ ما حدا بيعرف هللي جايي كيف يبقى جايي»، ثم «الغضب الساطع آت/ وأنا كلّي إيمان»، إضافة إلى «ورا كل صخرة، خلف كل شجرة، بفية كل بيت عم يخلق ولد لمدلج».
كل ذلك على وقع أغنيات فيروز منها: «فايق عليّ»، و«بكرا إنت وجايي» و«عصفورة الشمس» و«وطني». وأصدرت «لجنة تخليد فيروز والأخوين» بياناً، ذكروا فيه فصولاً من «المعركة» ضد فيروز التي بدأت في كانون الثاني (يناير) 2008، عبر الإنذارات الرسميّة لإيقاف عرض مسرحيتها «صح النوم»، ودعوا في ختام بيانهم إلى أن تطل فيروز في أسرع وقت ممكن، «ليكن ذلك في عيد الفطر، لترد لنا كرامتنا ولتشعرنا بأن الظالم لا ينتصر..».
دعوة إلى إطلالتها في عيد الفطر «لتردّ لنا كرامتنا»
قبل موعد الاعتصام، وصل عدد من الفنانين والصحافيين، من بينهم: المخرجة ريما الرحباني، ورولا حمادة، نضال الأحمديّة، بسّام براك، جورج صليبي، رندة المر، باميلا الكك، لورا خبّاز وكلوديا مرشليان. وانضم إليهم لاحقاً إلهام شاهين التي جاءت خصيصاً من مصر للمشاركة في الاعتصام. ثم الفنانة جوليا بطرس التي روت ماذا تعني فيروز لها ولعائلتها.
قالت: «كنا نضع صورة كبيرة لها، لا صورة أحد من عائلتنا. إلى هذا الحد هي مهمّة بالنسبة إليّ. هي ليست شخصاً عاديّاً، بل رمز يمثّل لبنان، ولا يمكن تشبيهها بأي فنان آخر. تمثّل لي الحنين والانتماء إلى الوطن عندما أكون خارج وطني».
ويعلّق بسّام برّاك قائلاً: «صوتها يخلق المكان ويزرع الناس فيه، صوتها ما زال يشرق علينا، ويجب أن تظل نوافذنا مشرّعة في وجه نور الشمس الذي تمثله فيروز». وعبرت رولا حمادة عن حبها للثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، «لأن فيروز ليست مستقلة عن الأخوين بالنسبّة إليّ».
وأوضحت رندة المر بأنها تشارك في تنظيم الحدث، «علماً بأنني أعرف جيّداً بأنه لا يقدّم ولا يؤخّر بالنسبة إلى دولتنا التي لم ترد يوماً على اعتصاماتنا، وخصوصاً إذا كنا على حق، ومن لم يأت اليوم من وسائل الإعلام، خسر تقدير الشعب».
ورأت الممثلة الشابة لورا خبّاز أنّها لا تعتصم ضد أحد، ولا تهاجم أحداً من آل الرحباني، قائلة «لم نأت من أجل فيروز فقط، بل من أجل لبنان لأن فيروز هي لبنان، ومن يحب لبنان، لا يمكنه إلا أن يحب فيروز». والأمر نفسه تعبّر عنه الممثلة الشابة باميلا الكك بالقول: «مهما صدر في حق فيروز، تبقى فوق كل شيء، لأنّ فيروز لا تمس، واسمها مقدس بالنسبة إلينا».
المؤسف في الاعتصام أنّ عدد المصوّرين والصحافيين، فاق جمهور المتضامنين، فيما كانت مشاركة بعض الفنانين هي الحدث، فتجمهرت حولهم الصحافة لتسمع تعليقاتهم!