strong>محمد عبد الرحمنعندما أعلنت «روتانا» أخيراً عن الاستغناء عن عشرات المغنين بسبب الأزمة المالية، رحّب كثيرون بهذا القرار. بل ذهب بعضهم إلى اعتبار ذلك الحل الأمثل لخروج أي شركة من عنق الزجاجة. لكن أحداً لم يطرح السؤال المُلِحّ: لماذا تعاقدت الشركة السعودية مع كل هؤلاء أساساً؟ والكلام هنا ليس عن نجوم الشركة الكبار. رغم المبالغ الخيالية التي يتقاضونها، ظلوا يشتكون من الحصرية ومن عدم الاهتمام بهم دعائياً. وغالباً ما كان ردّ الشركة بأن عدد الموقّعين معها كبير ويجب على الجميع أن يأخذ حصته.
إن أي متابع لنشاط «روتانا» في السنوات الخمس الأخيرة سيطرح عدداً من علامات الاستفهام التي تدور جميعها حول نقطة واحدة: من أين جاءت الشركة الكبرى بهؤلاء؟ وإلى أين ذهبوا بعد توقيع العقود؟ ويبدو أن الشركة كانت مستعدة سابقاً لأن تكون المستمع الوحيد لعدد كبير من المغنين المغمورين الذين قد يتمتّعون بالموهبة ولكن قدرتهم على دخول السوق ظلّت محط تساؤل. مثلاً أنتجت «روتانا» برنامج «إكسير النجاح» لموسمين. فازت في الأول رجاء مصابني التي حظيت بدعم إعلامي كبير، وزيارات للعواصم الكبرى. ولكن نجوميتها ما لبثت أن انطفأت. أما الفائز في الموسم الثاني محمد المجذوب فكان أقل حظاً إذ صدر له ألبوم وحيد قبل عامين ثمّ اختفى. الأمر نفسه ينطبق على السعودية أسيل عمران التي زفت «روتانا» خبر دخولها عالم الغناء بفرح لتقدم ألبوماً واحداً عام 2007 ثم تختفي. وفي القائمة نفسها، يمكن إدراج إليان التي أنتجت لها الشركة السعودية ألبومين في عام واحد أي عام 2009 في عز الأزمة المالية. ومع ذلك لم تحقق أي نجاح. أما اللبنانية ماري سليمان العائدة بعد غياب، ففشلت في دخول ساحة النجومية ولم تستفد من رعاية «روتانا» لها. وهو ما ينطبق على مي كساب التي خرجت من الشركة بعد ثلاث سنوات من توقيع العقد بألبوم واحد. ومن مصر أيضاً انضمّت إلى الشركة زيزي عادل، وياسمين. وحظيت الاثنتان باهتمام الشركة. أما من الخليج فنجحت الشركة في جذب قسم كبير من المغنّين الذين لم يحقّقوا أي نجاح في العالم العربي مثل فارس مهدي، خالد الخطيب، طارق عبد المجيد. وهؤلاء قدموا ألبوماً واحداً فقط، كأن الهدف من توقيعهم مع الشركة كان إضافة رقم جديد إلى قائمة مغنّي «روتانا». الأمر نفسه تكرّر مع دنيا الجزائرية التي قدّمتها الشركة باعتبارها الامتداد الطبيعي لوردة الجزائرية وفلة، لكنها اختفت بعد الألبوم الأول كالعادة.
من جهة أخرى، ضمّت الشركة عدداً من المغنين المشهورين ولكن سرعان مع خفتت نجومية هؤلاء مثل هشام عباس، وخالد عجاج، وإيهاب توفيق، وعامر منيب وجميعهم ضجروا من وضعهم داخل ثلاجة الشركة. وحتى الساعة يبدو أن «روتانا» لم تتّعظ. ها هو موقعها الإلكتروني يبشّرنا بإطلاق ألبوم جديد لـ... ناتاشا. وهو اسم نكاد نجزم بأنّ موظفي الشركة يجهلونه.