مع صدور ألبومه الأوّل «القلب الحنون»، يؤكد الملحّن اللبناني أنّه دخل مجال الغناء من الباب العريض، وخصوصاً بعد نجاح الأغاني المنفردة التي قدّمها في السابق

هناء جلاد
يوم قرّر الملحّن نقولا سعادة نخلة خوض الغناء، كان يريد تسليط الضوء على أغنية «الله معا» التي لحّنها للمغني السعودي عباس إبراهيم التي لم تأخذ حقّها حسب رأيه. هكذا أعاد نخلة غناءها بصوته، فلاقت نجاحاً كبيراً، وفتحت أمامه الباب لدخول الساحة الغنائية. اليوم بعد أكثر من أغنية ناجحة، ها هو يطلق ألبومه الأوّل «القلب الحنون» الذي بدأت أغانيه تحتّل المراتب الأولى على الإذاعات.
نقولا سعادة نخلة الذي عرف النجاح في كتابة الأغاني وتلحينها، يقول لـ«الأخبار»: «كان هدفي من الغناء، الإضاءة على «الله معا»، ولم أكن أعرف أنني سأبلغ مرحلة أقدّم فيها ألبوماً كاملاً بصوتي». ويضيف: «قبول الجمهور والنجاح الذي حظيت به أكدا لي تميّز الفن الذي قدّمته، ما شجعني على إعادة الكرّة».
يدرك نخلة أنّه يختلف عن باقي الفنانين، «وهو ما فهمه الجمهور. أقدّم موسيقى مختلفة عمّا يقدّمه غيري» يقول. ويرى أنّه في ظلّ سطوة وسائل الإعلام على ذائقة المستمعين، «يجب أن تبقى الموسيقى حرة، ويتمتّع الجمهور بحرية الاختيار.. رغم كل المحاولات لإرغامه على سماع بعض الإنتاجات».
ورداً على الفنانين الذين يهاجمون الملحن ــــ المغنّي، يكتفي بالقول «اكتشفت أن الوسط الفني يشن هجوماً على كل شخص ناجح، لكنني تعلمت التعاون مع الجميع. لذلك قدّمت أغانيَ من كلمات وألحان فنانين غيري لأنني أحببت ما قدموه لي». لكن تقبّله النقد، لا يمنعه من إعلان أسفه لاستخدام بعضهم «طرقاً مؤذية في الانتقاد، تتخطّى الحدود الأخلاقية المفترضة في أي منافسة شريفة».
هكذا، يحاول نخلة الابتعاد عن مشاكل الوسط الفني، إذ يدرك أنّ «الموسيقى هي أحد مصادر السعادة المجانية النادرة للإنسانية في زمن ارتفع فيه منسوب الكآبة». لذلك، قدّم أغنية «إفردها» التي اعتبرها الناس «دعوةً إلى اختيار الفرح عوضاً عن الإحباط الذي أصبح وباءً عالمياً». وينفي أن تكون هذه الأغنية محاولة «مختصرة لركوب موجة الأغنية الشعبية اللبنانية التي أرى تألقها اليوم حقاً طبيعياً بما أننا نملك فولكلوراً موسيقياً جميلاً ومحبوباً رغم اعتراضي على بعض المواضيع المطروحة».

يحضّر الأغنية الأولى لناصيف الزيتون، الفائز بلقب «ستار أكاديمي» لهذا العام
ورغم ما يشاع عن أن سبب غياب نخلة عن عالم التلحين حالياً هو طلبه مبالغ خيالية، يؤكّد أن ذلك غير صحيح «لأن الجميع يعرف أنني لست تاجراً ولا أعرض موسيقاي على أحد، بل أهتم بالتفاصيل، حتى تلك التي تخص تصوير الأغنية. لكنّني اكتشفت فجأة أنّ بعض الفنانين ابتعدوا عنّي لأسباب أجهلها». ويضيف: «بصراحة يكفيني فخراً أنني كنت مشاركاً في انطلاق مواهب واعدة، منها جوزف عطية في «لا تروحي»، وشذا حسون في «روح» وإيلي بيطار وغيرهم... واليوم أحضّر الأغنية الأولى للفائز بلقب «ستار أكاديمي» لهذا العام ناصيف الزيتون...».
وبالعودة إلى جمعه التلحين والكتابة والغناء والإنتاج الفني من خلال شركته الخاصة «طرب برودكشن» وإدارة الأعمال في مرحلة سابقة لكل من كارول سماحة وآدم... يشير صاحب «كوني مرا» إلى أنه يفصل «بين نقولا المطرب والملحن، بينما أجد في كتابة الكلمات فسحةً للتنفيس عن بعض الأفكار».
وعن تسميته «مطرب المرأة»، يجيب بابتسامة «نعم، أنا المتحدث الرسمي بلسان المرأة، وهي قضيتي، كونها الأم أولاً، إلى جانب أدوراها الكثيرة في الحياة... المرأة برأيي حلاوة الحياة وروح المجتمع...». وأخيراً، يكشف نخلة لـ«الأخبار» أنّه في صدد التحضير لأغنية جديدة يتناول فيها ضرورة التزام الرجل بمسؤولياته تجاه المرأة.