45 عملاً يعرضها المصوّر الفوتوغرافي في «المركز الثقافي الفرنسي» تحت عنوان «الجميع على الخشبة» الذي يلخّص جزءاً من مسيرته خلال السنوات العشر الماضية
سناء الخوري
لا يغيب حسام مشيمش عن المسارح البيروتيّة. روّاد خشبات العاصمة ألفوا وجه هذا المصوّر الفوتوغرافي وعدسته. في معرضه الفردي الأوّل «الجميع على الخشبة» Tous en Scène الذي تحتضنه صالة العرض في «المركز الثقافي الفرنسي» (طريق الشام ـــــ بيروت) مقتطفات تلخّص جزءاً بسيطاً من مسيرته خلال السنوات العشر الماضية. عقد أمضاه يصوّر المسرحيات وعروض الرقص والموسيقى ومهرجانات السينما في بيروت والمناطق اللبنانيّة. موضوع مشيمش الأثير هو كلّ ما يدور داخل العلبة الإيطاليّة. 45 صورة فوتوغرافيّة تعرض حتّى بعد غد الخميس، هي ما حفظته الكاميرا من حفلات ومهرجانات متفرقة خلال السنتين الماضيتين. يندرج ذلك ضمن «أرشفة النشاط الثقافي في لبنان»، المشروع الذي عمل عليه حسام بدأب منذ أن أمسك الكاميرا للمرة الأولى في «مهرجان شمس» الأوّل عام 2001، في «مسرح بيروت».
المصوّر القادم من خلفية دراسية في المرئي والمسموع، تعرّف إلى روجيه عساف عام 2000 حين كان لا يزال طالباً. أراد أن يكون فاعلاً في لعبة الخشبة. رأى أنّ بعض الأعمال تعرض ثمّ يختفي أثرها بعد إسدال الستار، بسبب «عدم وجود من يعتني بحفظها وتوثقيها»، كما يقول مشيمش لـ«الأخبار». «لهذا اخترت أن أكون من يحفظها من النسيان»، يضيف.
هذا ما يبدو جلياً في معرض «الجميع على الخشبة». هنا لقطة لزيارة كاترين دونوف إلى بيروت للمشاركة في افتتاح شريط «أريد أن أرى» لجوانا حاجي توما وخليل جريج وإلى جانبها ربيع مروّة. هنا، رضوان المؤدب ونصيرة بلعزّة في مقتطفات من عروض «مهرجان بيروت للرقص المعاصر» العام الماضي. هنا رندة أسمر في مشهد من «فيفا لا ديفا» الذي وقّعه نبيل الأظن. هذا ميشال ألفتريادس أثناء حديثه عن إمبراطوريته المتخيّلة في بلاد اللامكان. وهنا الثنائي ربيع مروة ولينا صانع في عرضهما الأخير «فوتورومانس»

نقلَ الصورة من بُعدها الخبري إلى آخر توثيقي وجمالي
خلال مهرجان «أشغال داخليّة» الأخير... أمّا أغلب الصور فأنشطة مسرحيّة وموسيقيّة رعاها «المركز الثقافي الفرنسي» خلال السنة الماضية. جو فرنكوفوني عام طغى على المعرض، إذ أراد مشيمش أن يشكر المركز لتبنيه معرضه الفردي الأوّل. لكنّ ذلك الخيار حرمنا من رؤية صور لبعض أبرز الأعمال المحليّة البارزة التي عرضت خلال العام الجاري. مشيمش لا ينكر هذا النقص، وخصوصاً أن الصور ليست إلا عيّنة مختارة من بين آلاف الصور. لكنّه يبشرنا بأنّ مشروعه التوثيقي سيدخل قريباً مرحلةً جديدة من خلال إصدار كتاب يشمل كل العروض المحليّة والعالميّة من دون استثناء. مجلّد قد يتحوّل إلى إصدار سنوي. في «الجميع على الخشبة» أخذت الصور كلّها في العتمة. من المقاعد الخلفيّة يختار مشيمش الزاوية المناسبة ليلتقط بقعة الضوء على الخشبة. هناك، وقف فنانون على الحافة بين الجنون والإبداع. ومعهم واكب مشيمش تحولات الحركة المسرحيّة وتقلباتها في لبنان خلال العقد المنصرم. «هناك أسماء تحتلّ اليوم طليعة المشهد الفني والمسرحي والثقافي، صوّرتها هاوية قبل عشر سنوات»، يخبرنا مشيمش.
يدرك المصوّر الفوتوغرافي أنّ بعض المصورين الصحافيين «يحضرون في الدقائق العشر الأولى، ويلتقطون مادّتهم الخبريّة، ثمّ يرحلون»، كما يقول. في معرضه هذا، أراد أن ينقل «صورة الأنشطة الثقافية والفنيّة من بعدها الخبري إلى بعدها التوثيقي والفني والجمالي».


حتّى 15 تموز (يوليو) الجاري ـــ «المركز الثقافي الفرنسي» ـــ للاستعلام: 01/420232