هناء جلادفي تجربتها في «أيام السراب»، ترى سحر خليل أنّها أحدثت انقلاباً على مفاهيم مغلوطة انتشرت أخيراً عن الفتاة اللبنانية. إذ تؤدي الممثلة اللبنانية هنا دور فتاة اضطرت للعمل في ملهى ليلي. ومع تطوّر الأحداث، يتطرق المسلسل إلى قصص أكثر جرأة ويغوص في المحرّمات الاجتماعية والدينية ومنها «اختلاط الأنساب»، وما يعرف بـ«زواج السفر»، والمصاهرة بين السعوديين واللبنانيات.
وتقول خليل «عدد كبير من الشباب الخليجيين يتزوّجون بلبنانيات مثلاً ثمّ يتهربون لاحقاً من هذا الزواج بعد وقوع الحمل». وتضيف: «أحببت تمثيل الفن الراقي من لبنان إلى الخليج، لذا سعدت بأن تجربتي الأولى كانت باللهجة اللبنانية ضمن مسلسل خليجي عرض على التلفزيون السعودي».
تصر خليل على أن دور «شجن» الذي لعبته في «أيام السراب» كان صاحب الفضل بانتشارها في العالم العربي، وخصوصاً في الخليج. لذلك تتمسك بفرص جديدة مشابهة، تعمل على إنجازها، منها «سليم ودستة حريم» و«كوميدو» وأخيراً «بيني وبينك 4»... إضافة إلى عمل لبناني من إنتاجها الخاص بعنوان «خلصت الحرب».
وعن هذا المسلسل، تقول خليل «إنها دراما سباعية، بعيدة عن الأفكار المستهلكة في الدراما اللبنانية». وتضيف: «أردت من خلال إنتاج هذا النص مع الكاتب محمد ملاك بالذات التحدث عن إرث، أجبرتنا الحرب على حمله حتى بعد انتهائها. باختصار، نعرف كلنا أن الحرب انتهت مع إعلان وقف إطلاق النار، لكننا ما زلنا نكذب على أنفسنا لأننا نعيش في داخلنا مع ذكريات أليمة...».
لا تنكر خليل فضل الجمهور الخليجي عليها. تقول «أشعر بأنّ الجمهور والوسط الفني الخليجي تبناني ودفعني إلى التقدم في أدواري، حتى أن إصرارهم على تعلمي لهجتهم ساعدني على التمكن منها وإتقانها».
ولكن أين هي من الدراما اللبنانية؟ وما هو رأيها بما يقدّم من مسلسلات؟ «لا ينقص الدراما اللبنانية إلا الأفكار الجديدة والجريئة. مشكلة عدم انتشار الدراما اللبنانية تعود إلى أن النصوص بعيدة عن الواقع، عكس الدراما السورية والخليجية. كما لا يمكننا إنكار ضعف الإنتاج». انطلاقاً من هذا الواقع، رأت خليل أنه يجب على شركات إنتاج الدراما اللبنانية توحيد الجهود على غرار الشركات المصرية بهدف التوصل إلى خطة تسويق مفيدة.
إلى جانب عملها في التمثيل، أسّست خليل شركة إنتاج خاصة. وقد اتهمها كثيرون بالتوجّه إلى هذا القطاع لخلق فرصة شخصية لها تمكّنها من المشاركة في أعمال لبنانية. لا تنكر خليل ذلك، تقول «ما الخطأ في ذلك؟ لا أنتظر فرص التمثيل من المنتجين اللبنانيين...».
يُذكر أنّ خليل شاركت في الدراما الإيرانية من خلال «بين الحب والتراب» على «القناة الأولى» الإيرانية، ومحطة «الكوثر». وجسدت في العمل دور صحافية مناضلة خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006. إلى جانب الخليج ولبنان، وإيران، تستعد لتصوير أول عمل درامي مصري في نهاية العام الحالي.