تونس ــ سفيان الشورابي
رفض المسرحي التونسي توفيق الجبالي تسلّم جائزة «الركح الذهبي لأفضل فضاء مسرحي»، قبل شهرين، على هامش الدورة الثانية من «ليلة المسرح التونسي». وقد أقيم الحدث لتكريم عدد من رجال المسرح التونسي ونسائه، قيل إنهم «الأفضل» على الساحة طيلة السنة الماضية. لكنّ صاحب «ويل للمثل» اقترف على ما يبدو «ذنباً» لا يُغتفر حين قرّر أن يتكبّر على «النعمة». فمنذ ذاك الحين، يتعرض مسرح الـ«تياترو»، الذي يشرف عليه الثنائي توفيق الجبالي وزينب فرحات، لحملة إعلامية شرسة بدعوى إنجازه أعمالاً مسرحية يشارك فيها ممثّلون «هواة».
الجبالي علّل رفضه الجائزة بعدم إدراج أربع مسرحيات أنجزها الـ «تياترو» ضمن قائمة الأعمال المعروضة للتقويم. والمسرحيات هي: «مانيفستو السرور» (علي الدوعاجي/ الجبالي)، و«الخبز اليومي» (نوفل عزارة)، و«انسحاب» (محمد العطار/ معز

رفضَ جائزة «الركح الذهبي لأفضل فضاء مسرحي»

القديري) و«الناس الأخرى» (الجبالي). هذا «الإقصاء» برّره أحد أعضاء اللجنة المشرفة على الجوائز بأنّ مسرحيات الـ Teatro تخالف القانون، لأنها لم يُشرَك فيها «الثلثان من حاملي بطاقة الاحتراف» كحدّ أدنى، كما يفرض الكرّاس المنظِّم للمسارح المحترفة.
يعرف الجميع في تونس، أنّ التشكيك في حرفية أعمال الجبالي، أسلوب تعتمده المؤسسة الرسميّة إزاء هذا المسرحي المشاكس. طيلة السنوات الماضية، لم يتمتع «تياترو» بأيّ دعم مالي حكومي، رغم أنّ أعماله نالت اعترافاً عربياً وعالمياً واسعاً. وقد أوضح توفيق الجبالي لـ«الأخبار» أنّ الممثلين المشاركين في أعماله، يمتلكون طاقات كبيرة صقلها وأطّرها: «الإبداع لا يحتاج إلى شهادة مسرحية أو تأشيرة من لجنة إدارية، بل هو موهبة يكفي البحث عنها وتفجيرها أينما وُجدت».
ووصلت الحملة على الجبالي إلى نقابة مهن الفنون الدرامية التي أخذت عليه عدم تشغيله «المحترفين»، رغم أنّهم يعانون حالياً البطالة. وبغضّ النظر عن هذا المطلب المتناقض مع فكرة حريّة الإبداع، فإن السواد الأعظم من أعضاء النقابة يعمل في مجال التدريس، أو في وزارة الثقافة... أما التصدّي لمشكلة بطالة الممثلين «المحترفين»، كما يذكّر الجبالي، فيبدأ من محاسبة أجهزة الدولة التي تملك الإمكانات الكفيلة بإعادة هؤلاء «العاطلين» إلى مجال العمل.

www.elteatro.net