الجزائر ــ سعيد خطيبيمنذ ثلاث سنوات، والحديث عن فيلم يتناول سيرة الأمير يمثّل محل اهتمام المنتجين والمخرجين وكتّاب السيناريو. إذ كشفت وزيرة الثقافة خليدة تومي عام 2007 عن نيّة الوزارة في تبني العمل، وتخصيص ميزانية لإنجاز فيلم عن الأمير، يكون في مستوى فيلم «عمر المختار» الذي أخرجه الراحل مصطفى العقاد (1981). إلا أنّ تومي سرعان ما تراجعت عن أقوالها، مشيرةً إلى أنّ الدراسة الأولية للمشروع أظهرت أنّ كلفته تتعدى إمكانات الوزارة.

هل يحقق رشيد بوشارب فيلماً عن الأمير عبد القادر؟

ومنذ عام 2007 تُتداول أسماء مختلفة لإنجاز العمل، على غرار حاتم علي وأسعد فضة، على اعتبار أنّ حياة الأمير عبد القادر كانت مشتتة بين الجزائر وسوريا، ومن المهم التفكير في عمل مشترك بين الطرفين. أما في الجزائر، فما زال هناك صراع خفي يدور حول صاحب نص سيناريو الفيلم: من جهة هناك الروائي واسيني الأعرج الذي أنجز روايةً مثيرة للجدل هي «كتاب الأمير» (2006)، وهناك القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني بوعلام بسايح الذي سبق أن كتب سيناريو فيلم «الشيخ بو عمامة» (1987).
بين المكانة المحوريّة التي يتمتع بها الأمير عبد القادر في تاريخ الجزائر الحديث، وقد عاش إماماً وشاعراً ومتصوفاً، وجابه الغزو الفرنسي طوال 17 سنة، والبحبوحة المالية التي تعيشها حالياً وزارة الثقافة، ثم اتساع موضة الأفلام التاريخية، صار السينمائيون يلهثون للظفر بالمشروع الذي لن يكون سهلاً، بل يتطلب جرأة وعمقاً في الطرح بالنظر إلى المحطات الضبابية والمتناقضة في حياة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.