حسام السراي

تأثّرت أعمالها بموروث بلاد الرافدين وأساطيره


وفي المقابل شغل هذا الحادث المؤسف اهتمام الجالية العراقيّة في لندن، وجمعية التشكيليّين العراقيّين في بريطانيا والسفارة العراقيّة، ومنظمات ثقافيّة أخرى. الناقد التشكيليّ محسن الذهبي قال من لندن إنّ «موضوع القتل عائلي بحت وسببه مشاكل عائليّة ومحاولة سرقة ليس إلّا. وليست هناك أيّ خلفية سياسية. وقد قُبض على القاتل وهو عراقيّ الجنسيّة». ويستعيد الذهبي ما دار بينه وبين الراحلة، قبل أيام على اغتيالها عبر الإنترنت، إذ حدّثته عن معرضها الأخير الذي كانت تنوي إقامته في لندن، ثم نقله إلى بغداد. وذكر لنا أنها كانت تصرّ في الفترة الأخيرة على طرح فكرة العودة الى بغداد، رغم الظروف القاسيّة، لأنّها كانت تردّد عبارة «تعبت من الغربة ولا سعادة لغريب».
وكان مقال «نساء غادة حبيب يصرخن برومانسيّة الحلم الهامس» من آخر الكتابات التي نشرها الذهبي عن الراحلة، وجاء في مقدمته: «يجب أن نعترف بأنّ معظم النقّاد الذين كتبوا عن الفنانة رأوا أنّ أعمالها تستند الى إعاقتها، إذ أصيبت بالصمم في الرابعة عشرة، متناسين التأثير المباشر للموروث الرافديني والأساطير المنتشرة بين ثناياه وصورة المرأة فيها. لقد درست في «مركز الفنون الشعبيّة» في بغداد، وتأثرت بهذا الموروث. تجربة غادة حبيب تستمدّ زخمها من وعي الفنّانة كامرأة عراقيّة نشأت في أجواء لها مميزاتها ومكابداتها، وعاشت ظروفاً صعبة كانت وراء رحلة البحث الجادّ عن ملامح أسلوبها المتميّز».