صباح أيوب
39 ثانية هي مدة الإعلان الجديد الذي بدأ بثّه في الولايات المتحدة وعلى موقع «يوتيوب» أخيراً... ضدّ سلسلة مطاعم «ماكدونالدز». يبدأ الإعلان بموسيقى باردة تترافق مع صورة رجل ضخم ميت في مشرحة أحد المستشفيات، وإلى جانبه، امرأة ترتدي الأسود وتنتحب عليه، غير مصدّقةٍ ما يقوله لها الطبيب عن نتائج الفحوصات الطبية. تدور الكاميرا حول السرير لتلتقط الرجل الميت من كل جوانبه، فنرى جيداً أنه لا يزال يمسك بيده ما بقي من الـ«برغر» الذي كان يتناوله. فجأة، عندما تستكمل الكاميرا دورتها، يتوقف المشهد عند قدمي الجثة الهامدة، فتظهر علامة الـ«ماكدونالدز» الشهيرة (حرف M بالأصفر) وشعار: «كنت أحبّه» I was lovin it بدل الشعار الأصلي «أنا أحبّه» I m lovin it. وفي الختام يقول صوت المعلّقة: «كوليستيرول مرتفع، ضغط دم مرتفع، ذبحات قلبية... كُن نباتياً هذه الليلة».
الإعلان يحمل توقيع «لجنة المعالجين لطبّ مسؤول» في الولايات المتحدة، ويتّهم صراحة هذه المرة سلسلة مطاعم الوجبات السريعة بالقتل. ويشير معدّو الإعلان بوضوح إلى «أداة الجريمة» التي أنهت حياة أحد الأشخاص وهي قطعة الـ«برغر» من «ماكدونالدز».
ولم تتأخّر هذه الحملة الجديدة في إثارة غضب إدارة سلسلة المطاعم الشهيرة. بل ردّت هذه الأخيرة في رسالة إلكترونية بالقول إنّ «هذا الإعلان فضائحي، خادع وغير منصف». وأضافت: «نثق بزبائننا الذين سيدقّقون في خلفية هذه البروباغندا المستغربة ضدنا، وسيختارون مأكولاتهم وطريقة الحياة التي تناسبهم».
إذاً، لن يشاهد المستهلكون هذه المرة إعلاناً يدغدغ غرائزهم وشهيّتهم حول حجم «برغر» أكبر، أو عدد شرحات لحم مضاعف، بل سيتلقّون صدمة عند تخيّل أنفسهم موتى في مشرحة، مكان الرجل المصوّر في الشريط! وهذا بالضبط ما أرادته اللجنة الطبية: أن تصدم بهدف التوعية.
وصفت إدارة «ماكدونالدز» الإعلان بالفضائحي والخادع وغير المنصف
يذكر أن الصحافي مورغان سبورلوك حاول عام 2003 أن يطلق صرخة ضد مخاطر «ماكدونالدز» في الفيلم الوثائقي Super Size Me. إذ اختبر مساوئ أطعمة «ماكدونالدز» على نفسه عبر تناول وجباته على مدى شهر... وكانت النتيجة كارثية!