سعيد خطيبيرحل يوم الجمعة الممثل السينمائي الجزائري المخضرم العربي زكال (76 سنة). أسباب الوفاة متضاربة حسب المصادر منها فرضية الانتحار بعدما سقط عن شرفة منزله بالقرب من مقر التلفزيون الجزائري في الجزائر العاصمة. زكال الذي شهد ولادة السينما الجزائرية مطلع الستينيات، ورافق تطورها، وتحوّل إلى أحد أبرز وجوهها، رحل حاملاً هموماً وأحزاناً كثيرة. موته المفاجئ كان له وقع الصدمة على الأوساط الفنية. «يجب أن نقرّ بأن الفنان في الجزائر يعيش موتاً بطيئاً»، يقول الممثل كمال بوعكاز. من جهته، لاحظ الممثل سيد علي كويرات الذي عرف زكال وعمل معه طوال العقود الستة الماضية أنّ «العربي رحل والسينما الجزائرية تتخبَّط في بحر من الأزمات».
آخر إطلالات الفنان الراحل كانت في فيلم «شارع النخيل الجريح» للسينمائي التونسي عبد اللطيف بن عمار. في العمل الذي ينزل إلى الصالات في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، يؤدي زكال دور محارب، في حرب بنزرت التاريخية (1961). وننتظر إطلالة أخرى له على الشاشة بعد رحيله، مطلع العام المقبل في شريط «2030» ليحيى مزاحم، وفيه يؤدي دور رئيس الجزائر بعد ثلاثين عاماً، حين

أحد أبرز وجوه السينما الجزائرية التي شهد ولادتها في الستينيات
يكون الشبان قد هاجروا إلى أوروبا ولم يبقَ إلّا كبار السنّ!
في مراسم إلقاء النظرة الأخيرة على زكال، في قصر الثقافة «مفدي زكرياء»، ثم في مقبرة «سيدي أمحمد»، في الجزائر العاصمة، استعاد كثيرون من رفاق درب لحظات حميمة معه. لقد سجّل الراحل حضوراً مميزاً في محطات سينمائية مهمة مثل «معركة الجزائر» للإيطالي جيلو بونتيكورفو، الحاصل على «الأسد الذهبي» في «مهرجان البندقية» (1966). وأدى كذلك أدواراً أساسيّة في «حسن الطيرو»، و«الأفيون والعصا» لأحمد راشدي، و«وقائع سنوات الجمر» لمحمد لخضر حامينا (السعفة الذهبية في «كان» عام 1975). مسيرة سينمائيّة ثريّة تضاف إلى تجربة مسرحية مع مؤسسي المسرح الجزائري أمثال مصطفى كاتب، ومحمد التوري ومحمد بن قطاف لاحقاً...
يأتي رحيل الممثل المخضرم العربي زكال أياماً قليلة قبل بداية عرض فيلم «خارجون عن القانون» لرشيد بو شارب في الصالات في فرنسا والجزائر، وفيه يؤدي دور «القايد»... غيابه يلقي بظلال كئيبة على السينما الجزائرية التي تنظر بقلق إلى المستقبل.