زينب مرعيقبل «مستشفى غزّة الجراحي»، لم تكن الممرضة إيلين سيغل تعرف أنّ هناك مستشفى يعيش تقنيناً في الكهرباء أو يوضع النايلون على شبابيكه بعدما هشّمت الانفجارات زجاجه. الممرضة الأميركية اليهوديّة التي عاشت في محيط «معظمه يهودي» كما تقول، تطوّعت عام 1982 للعمل في «مستشفى غزة» في مخيم شاتيلا في بيروت، وإلى جانبها كانت سوي شاي آنغ. طبيبة العظام الإنكليزيّة التي ترعرعت في مجتمع داعم لإسرائيل، لم تكن تتخيّل يوماً أنّها ستنقذ ما أمكنها من اللاجئين خلال مجزرة صبرا وشاتيلا. لكن تلك الصور التي أتتها من بيروت زمن الاجتياح الإسرائيلي، جعلتها تترك عملها في لندن، وتلتحق بـ«مستشفى غزة». لكنّ القصة ليست قصة سيغل أو آنغ، أو حتى عزيزة خالدي المديرة السابقة للمستشفى. المخرج ماركو باسكويني يعرض شهاداتهن في وثائقي بعنوان «مستشفى غزّة». يروي الفيلم قصّة ذلك المبنى الذي وقف شاهداً على الأحداث الكبرى التي عصفت بالمخيمات الفلسطينيّة، منذ الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 ومجزرة صبرا وشاتيلا، مروراً بـ«حرب المخيمات» (من 1985 حتى 1987). وقد شاركت في إنتاجه «أمم

يستعيد المخرج الإيطالي ماركو باسكويني قضية الفلسطينيين في لبنان منذ الاجتياح حتى اليوم


للتوثيق والأبحاث» في سياق مقارباتها السينمائية «وجهاً لوجه ما كان»، ويعرض اليوم في «الهنغار» بحضور المخرج. من مبنى المستشفى، ينطلق المخرج الإيطالي ليستعيد قضية الفلسطينيين في لبنان منذ الاجتياح حتى اليوم. بعد كل مصيبة، كان «مستشفى غزّة» ينفض عنه الركام ويستأنف عمله. لكنه سقط نهائياً بعد «حرب المخيمات». في زمن الحرب، احتضن الجرحى وجثث القتلى الكثر. وها هو اليوم يحتضن عائلات اللاجئين الفلسطينيين بعدما تحوّلت غرفة العمليات إلى خراب، والغرفة المجاورة لها إلى نادٍ لكمال الأجسام. في صور الأرشيف القليلة التي حصل عليها المخرج عن المستشفى، يعمل باسكويني بحرفيّة على الجمع بين الماضي والحاضر. المبنى الذي ما زال يحمل آثار الحرب، يشبه كثيراً سكانه. يشبه «أبو ماهر» المتعلّق باللوحة الإعلانيّة لصالونه «صالون الفداء بإدارة أبو ماهر حمزة». فاسم الصالون كان من اقتراح ابنه الذي قضى برصاصة قنّاص في «حرب المخيمات» وهو في الـ13 من عمره.


8:00 مساء اليوم ــــ «الهنغار» (حارة حريك/ بيروت) للاستعلام: 01/553604