القاهرة ــ محمد عبد الرحمنإذا كان المصريون قد أيّدوا الإقفال الذي طال بعض الفضائيات أخيراً، فإنّهم ظنّوا أن المحطات الكبرى مثل «دريم»، و«المحور»، و«الحياة» ستبقى بعيدة عن العاصفة. لكن ما حصل مع البرنامج الرياضي على قناة «دريم» أخيراً أثبت العكس. وكانت أصوات كثيرة قد خرجت مطالبةً بخضوع البرامج الرياضية للتقويم، وخصوصاً أن معظمها كان المتهم بإشعال الخلاف بين مصر والجزائر في حادثة أم درمان الشهيرة. لكن هذه النداءات لم تلق آذاناً صاغية وظلّ اهتمام الرقابة على برامج الـ«توك شو» السياسية.
غير أنّ ما حصل في برنامج «الكرة مع دريم» الذي يقدّمه مصطفى عبده، قلب المعادلة. إذ استضاف أحمد رفعت أحد قدامى اللاعبين في نادي «الزمالك»، وعضو مجلس إدارة النادي، ليتحدّث عن أزمته الأخيرة مع اللاعب الصاعد حازم إمام. والمعروف أن رفعت صفع إمام في التدريبات بعد مشادة بينهما، لينتهي الإشكال بمصالحة الطرفين. هكذا حضر رفعت إلى «دريم» لتحسين صورته، لكن ذلك لم يحصل.
في وقت كان فيه مخرج البرنامج يعرض تقريراً عن مشوار اللاعب وتصريحاته، عادت الكاميرا إلى الاستديو من دون أن ينبّه مقدّم البرنامج ضيفه إلى أن الحديث أصبح على الهواء. هنا سمع المشاهدون رفعت يقول إنّ حازم إمام كان يترك التمارين... لممارسة الحب مع زوجته!
وحالما انتهت الحلقة، أقيل أحمد رفعت من مجلس إدارة «الزمالك»، وأعلنت «دريم» أنها لن تستضيفه بعد ذلك. غير أن وزير الإعلام أنس الفقي لم يفوّت الفرصة وتدّخل من خلال لجنة تقويم الأداء الإعلامي، التي أصدرت قراراً سريعاً بمنع أحمد رفعت من الظهور على الشاشات وفي المحطات الإذاعية لمدة عام كامل.
كما طالبت إدارة المنطقة الإعلامية الحرة بتوجيه اللوم إلى «دريم» وبحث إمكان معاقبة مقدم البرنامج لأنه لم يعتذر للمشاهدين على الهواء مباشرة. وهو ما دفع رئيس قنوات «دريم» أسامة عز الدين إلى التأكيد أنّ محطته ستنشر اعتذاراً للاعب وزوجته والجمهور في صحيفة «الأهرام»، مضيفاً إن الحلقة أعيد بثها بعد حذف العبارة المسيئة. لكن ما لم يدركه عز الدين هو أنّ موقع «يوتيوب» حفظ الإساءة في أرشيفه الإلكتروني، وما زال كثيرون يبحثون عن التسجيل. ولعل هذه الحادثة والضجة التي أثيرت بعدها دفعت كل مقدمي البرامج الرياضية في مصر إلى إعادة حساباتهم خوفاً من مواجهة المصير نفسه.


تراجع خط الدفاع

لعلّ ما يشفع للحملة التي شنّتها إدارة «نايل سات» على بعض الفضائيات، وأدت إلى إقفال بعضها وتوجيه إنذارات لبعضها الآخر، أنّ أغلب هذه القنوات تستحقّ العقاب. وبعدما رأى الكثير من المصريين أن إقفال 14 قناة فضائية أمر غير مقبول وتعدٍّ سافر على حرية التعبير، تراجعت فجأة كل هذه الأصوات. إذ تبيّن أن أغلب المحطات المقفلة هي إما قنوات دينية ــ طائفية أو أنها تروّج للطب البديل بما يتعارض مع معايير السلامة العامة، أو تعرض موادّ إباحية. أما مع حادثة «دريم» فيتوقّع أن تخرج أصوات مطالبة بعدم مقاضاة القناة، واعتبار أن الخطأ هو خطأ أحمد رفعت وحده.