الجزائر ـــ سعيد خطيبي
قرر الروائي والمسرحي مصطفى بن فوضيل (الصورة) خوض التجربة بنفسه. عبرَ البحر الأبيض المتوسط وقطع المسافة الفاصلة بين عنابة (شرق الجزائر) وجزيرة سردينيا الإيطالية على متن قارب. أراد معايشة الحالة النفسية ذاتها التي تسكن قلوب المقبلين على جنة المجهول. وكانت النتيجة نصّ مسرحية «من نافذة الرّحم أهذر وأحييك يا إنسانية!».
المسرحية تسرد مكابدات الأم «صفية» التي تبحر بحثاً عن ابنها كريم الذي سافر في موكب «الحراقة» (الهجرة غير الشرعية) واختفى في عرض البحر. على امتداد العرض، يطرح المؤلف سؤالاً واحداً: ماذا فعل جيل الآباء كي يسير الأبناء في درب الهجرة غير الشرعية؟ سؤال تقابله فرضيات عديدة، لكنه يقرّ، في كلّ الحالات، بمسؤولية الجيل السابق عن تعاسة جيل الحاضر. ويصرّح بن فوضيل لـ«الأخبار»: «تعرّض الكثير من المؤلفين لموضوع الحراقة، لكن قلة فقط بحثت في الأسباب. لم تولد هذه الظاهرة من العدم». هذا ما تقاربه المسرحية التي ستُعرض بالتعاون مع فرقة «لورفولين» الشهر المقبل، على هامش فعاليات ملتقى «الكتابة المسرحية المعاصرة في العالم العربي» (11 ـــــ 19 ت2/ نوفمبر)، في مرسيليا (جنوب فرنسا).

من وجوه «الكتابة المسرحية المعاصرة في العالم العربي»

التظاهرة ستشهد مشاركة الكثير من الفرق العربية، من لبنان، وسوريا، وتونس، وفلسطين والجزائر، بينها مسرحية «عربيتنا» (11/ 11) لمجموعة «كهربا» اللبنانية، إضافة إلى مسرحية «انسحاب» (17/ 11) التي كتب نصّها السّوري محمد العطار وأخرجها التونسي معز القديري. ويستعيد العمل وقائع حب مستحيل في مجتمع عربي محافظ. ويعرض اللبناني عصام بو خالد مسرحيته «بنفسج».
ستشهد التظاهرة طاولة مستديرة عن «تاريخ المسرح المعاصر وتكوين الكوميديين في العالم العربي» (17/ 11) يديرها المسرحي الجزائري زياني شريف عياد بمشاركة التونسي توفيق الجبالي، والناقد والباحث الجزائري أحمد شنيقي. هذا الأخير انسحب في السنوات الأخيرة من السّاحة الثقافية الجزائرية بسبب ما عدّه «تلوّثاً وفرض منطق المال على العمل الإبداعي الجاد». وهو واقع يتقاطع مع ما يقوله مصطفى بن فوضيل: «تبقى التجربة المسرحية في الجزائر معطوبة حالياً. والسبب إبعاد التجارب الفنية الشابة وفرض دفتر شروط من قبل وزارة الثقافة. وهو ما يحدّ من حرية الإبداع».
www.ifestival.fr