ومثلت الكاتبة أمام النيابة قبل أن تخلي سبيلها. بعد هذا الاستجواب، ظهر الإعلامي طلال السعيد، شقيق فجر، في برنامجه «زين وشين» على القناة لينتقد وكيل وزارة الإعلام فيصل المالك. وكانت القناة قد اتهمت هذا الأخير بالوقوف خلف الدعوى المرفوعة على مالكة القناة.
في اليوم التالي، اقتحم أكثر من 200 شخص مقر القناة وحطموا الأجهزة، فتوقّف البث. واتهمت فجر السعيد المجموعة المسلّحة بالبحث عنها وعن أخيها لتصفيتهما. كما اتهمت سفير الكويت في الأردن الشيخ فيصل حمود المالك بقيادة هذا الهجوم.
مداهمة قناة «سكوب» واتهام سفير الكويت في الأردن بالوقوف وراء الهجوم
هذا الاعتداء ليس الأول على الحريات العامة في الآونة الأخيرة. قبل أشهر، اتُّهم الإعلامي والكاتب محمد عبد القادر الجاسم بـ«الإساءة إلى الذات الأميرية» ثم بالتشهير برئيس الوزراء. وصدر بحقّه حكم بالسجن ستة أشهر، ودفع غرامة في القضية الثانية قبل أن تبرّئه محكمة الاستئناف. أما في القضية الأولى، فلا تزال الجلسات جارية والاتهام قائماً.
كذلك أثار معرض الكويت للكتاب الأخير جدلاً بعدما منع 25 كتاباً لكتّاب مصريين بحجج متنوعة منها المساس بالذات الإلهية وذات الرسول وترويج الإباحية.
هذه الأحداث تؤكد مرة أخرى تراجع الكويت في مجال حرية التعبير والحريات العامة بعدما كانت نموذجاً للتعددية الفكرية والتنوع الثقافي والفني. ما يعني أن العالم العربي مقبل على تشدد أمني – رقابي واسع سينتقم من فسحة بسيطة أُعطيت في فترة سابقة لعوامل مختلفة زال بعضها وحان وقت الانقلاب عليها.
بين الذات الإلهية والذات الأميرية، ضاقت الفجوة وضاعت حرية التعبير. وبانتظار ما يمكن أن يحدث في قضية «سكوب»، يبقى الشعور بالأسى قائماً على حال الإمارة الصغيرة التي كان الأمل أن تصيب ما حولها بعدوى الحرية فأصيبت هي بعدوى القمع والتخلف.