بشير صفير
أسابيع مضت على آخر مهرجانات الصيف، وها هي «سوليدير» تعيدنا إلى عالم الموسيقى، في عزّ التشنّج السياسي، من خلال مواعيد مهمّة، وحدها هذه الشركة تملك القدرة على تنظيمها وإنتاجها.
و«مهرجان الجاز في بيروت» تحمل دورته الحالية نكهةً خاصةً. المآخذ الفنية التي طاولت التظاهرة في العام الماضي، تكاد تفقد مبرراتها بالكامل اليوم. فهواة الجاز هم على موعد مع النوعيّة فعلاً، شرط ألا يهتمّوا إلا بالموسيقى، وأن يغمضوا أعينهم عن الخلفيّات السياسيّة والاقتصاديّة والترويجيّة التي تلازم حكماً مثل هذه المناسبات.
Soul Shadows by Joe Sample & Nils Landgren
إذاً يفتتح الفنان اللبناني شربل روحانا وفرقته «مهرجان الجاز في بيروت»، في الأسواق التجارية. وإذا كان المستوى الفنّي لروحانا خارج أي تشكيك، فإن الوظيفة التي يؤديها هنا (أي المشاركة العربية/ اللبنانية) لا تمتّ إلى عنوان المهرجان بصلة، إلا إذا قدّم لنا مشروعاً خاصاً في المناسبة، وهذا ما سنكتشفه الليلة. وبين الأسماء العربية (أو المقيمة في لبنان) التي سبق أن دعاها المهرجان، يُعدّ توفيق فرّوخ وأرتور ساتيان (دورة 2009) وغيرهما، أكثر قدرة على أداء تلك الوظيفة، مقارنةً بروحانا أو عابد عازرية (دورة 2004). لكنّنا نسارع إلى الاستدراك بأن الحفلة قد تكون ممتازة، فالملاحظة تطال فقط إطار التعبير.
الليلة الثانية تقدّمها المرأة الحيويّة باتي أوستن (1950). بالتأكيد، ليست المغنية الستينية أسطورة من العيار الثقيل، غير أنها تبقى مِن أبرز مغنيات الجاز والـR&B (والبوب أيضاً)، وتاريخها مليء بالنجاحات الشعبية التي لا مجال لسردها.
Last Call by The Crusaders
بعد باتي، يختتم المهرجان بالموعد الكبير. مجيء عازف البيانو والمؤلف الأميركي جو سامبل (وفرقته) إلى بيروت هو حدثٌ بحدّ ذاته. وكذلك بالنسبة إلى رفيقته راندي كروفرْد. فكيف إذا اجتمعا على خشبة واحدة؟
Lady Be Good by Patti Austin
أما راندي كروفرْد (1952) التي كانت انطلاقتها الحقيقية مع سامبل عندما أدّت Street Life وبعدها One Day I’ll Fly Away، فهي صاحبة الصوت المتعدّد الأوجه، تولّفه أداءً ونبرة وأحاسيس نسبة إلى الجو الذي تسير فيه الأغنية، حتى لو كانت الأغنية ذاتها لكن في رؤية مختلفة. أصدرت كروفرْد العديد من الألبومات منذ السبعينيات وعادت إلى التعاون مع سامبل في ألبومَيْها الأخيرَيْن Feeling Good وNo Regrets.
من أرصفة الفقراء في «نيو أورلينز»، إلى أسواق الأغنياء في بيروت، يبقى الجاز سيّداً... يجول حيثما يشاء.
8:30 مساء اليوم وغداً وبعد غد ـــــ أسواق بيروت ـــــ للاستعلام: 01/999666