لا تزال المحطة اللبنانية تتكتّم على قسم كبير من برامجها. وهذا الموسم، تعد بمجموعة من الإنتاجات الجديدة في محاولة لدخول حلبة المنافسة مع القنوات المحلية... وتواصل «الركّ» على الفرنسية والإنكليزية!
باسم الحكيم
بعدما بدلت حلتها في رمضان، وقدمت للمرة الأولى مسلسلات سوريّة («باب الحارة») ومصريّة («قضيّة صفيّة»)، تعود mtv إلى استراتيجيتها السابقة التي تعطي الأولويّة للبرامج اللبنانية. ها هي تطلق برمجة الخريف بالتقسيط المريح، كما أنّ الإعلانات الترويجيّة بدورها انطلقت على مراحل، ويتوقّع اكتمال الشبكة مع نهاية تشرين الأوّل (أكتوبر) الجاري. على المشاهد أن يكتفي بالعناوين مرحليّاً، ربّما للحفاظ على عنصرَي التشويق والمفاجأة.
وكانت المحطة قد أعادت بعض البرامج المتوقّفة خلال الموسم الرمضاني ومنها «تحقيق» (الأربعاء 22:00) مع كلود أبو ناضر هندي، و«بموضوعيّة» (الإثنين 21:15) مع وليد عبّود، و«حديث البلد» (الخميس 21:15) مع منى أبو حمزة. ثم البرامج الانتقاديّة الساخرة «كتير سلبي» (الإثنين 20:45) وCIA (الخميس 20:45). كذلك أطلقت الكوميديا الاجتماعيّة «عيلة متعوب عليها» (الأربعاء 20:45) للكاتب مروان نجّار والمخرج زياد نجّار، و«مش غلط» (الأحد 22:30) مع وسام بريدي. كذلك تعد المحطة ببرامج أخرى في الأيام المقبلة، منها «7» مع سيرج زرقا، والبرنامج الشبابي «من الآخر» الذي يبدأ يوم الجمعة، ثم النسخة العربيّة من البرنامج العالمي الشهير The Doctors (الأطباء) الذي سيحمل توقيع المخرج يوري تامر وينتجه ميشال سنان.
ويبدو واضحاً أن mtv تحاول في شبكة برامجها الجديدة تعليم lbc درساً في المنافسة. إذ يكشف مصدر في «المؤسسة اللبنانية للإرسال» أن المحطة كان تخطّط لتقديم النسخة العربيّة من برنامج «الأطباء» في وقت قريب. لكن المصدر يؤكد أن ثمّة من سرّب الخبر لـmtv التي سارعت إلى التعاقد على البرنامج في محاولة لضرب «أل. بي سي». ويضيف المصدر أنّ حلم «تلفزيون المرّ» منذ انطلاقته في التسعينات هو التفوّق على lbc.
يبدو واضحاً أن محطّة المرّ تحاول تعليم lbc درساً في المنافسة
ويذكر مصدر آخر داخل «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، كيف كانت mtv تسارع إلى تقليدها في كل مرّة تقدّم برنامجاً ناجحاً، وهو ما فعلته في الدراما المكسيكية المدبلجة، ثمّ انتقلت العدوى إلى برامج الألعاب والمسابقات أيضاً، بعدما خطفت mtv ثلاثة من نجوم lbc هم ميراي مزرعاني، وهيام أبو شديد، وإيلي ناكوزي. وقيل يومها إنّ المحطة أرادت سلوك طريق يوصلها إلى قلب كل مواطن لبناني وليس فقط الجمهور الفرنكوفوني. كذلك لجأ «تلفزيون المر» يومها إلى تقديم برنامج «لمين الملايين» مع سيرج زرقا، بعد النجاح الكاسح لبرنامج «من سيربح المليون» مع جورج قرداحي على mbc. ولعل أفضل ما فعلته المحطة، كان إيمانها بضرورة خوض غمار الإنتاج الدرامي، فتعاقدت على نصين دراميين أخرجهما إيلي فغالي هما «آخر مشهد» و«أسرار»، قبل أن تقدم عرضاً مغرياً للكاتب شكري أنيس فاخوري الذي كتب لها «غداً يوم آخر».
وبعد عودة القناة إلى البث أخيراً، يبدو أنها لم تغيّر قناعاتها وأسلوبها، فها هي تعمد إلى شراء حقوق برنامج «الأطباء»، وقبلها قلّدت برنامج «لول»، علماً بأن ثمة من قال في أحد الاجتماعات، بأن «المحطة قادرة على تقديم فكرة أخرى، لنتجنب اتهامنا بالتقليد». لكن يبدو أن المعنيين لم يأبهوا لهذا الرأي، وسارعوا إلى تقديم نسخة مشوّهة من برنامج النكات الشهير، مع بعض الاختلافات البسيطة، أولها رقابة ميراي مزرعاني المزعجة، وديكورات أنيقة، إضافة إلى فقرات أضيفت عشوائياً لتفادي تهمة التقليد الأعمى لبرنامج OTV الناجح. وكل ما يجري لا يعدو كونه مسألة توارد أفكار. وبهذا ضيّعت المحطة على نفسها فرصة تقديم برنامج جديد، كان يحضر له المعدان نبيل عساف وجيسكار لحّود، تحمل فكرته مضموناً مختلف تماماً عن البرامج الفكاهية التي تسعى المحطة خلفها. كذلك تتكتم المحطة اليوم عن برنامج «من الآخر» الذي يعدّ نسخة من برنامج «عن جد» الذي أطلقته lbc أخيراً.
وفي انتظار إطلاق المسلسل اللبناني الطويل «أجيال» الموزع على ثلاثة أجزاء، تكتبها كلوديا مرشيليان ويخرجها فيليب أسمر وتنتجها شركة «مروى غروب» كل ثلاثاء بعد الأخبار (ابتداءً من 19 الجاري)، يبدأ عرض «عيلة متعوب عليها». هكذا، حلّت «الأزمة المالية» التي واجهت المسلسل الكوميدي وأوقفت تنفيذه عاماً تقريباً، إلى أن وُجد التمويل، فأخذ المخرج زياد نجّار على عاتقه إعادة تصوير بعض المشاهد، بسبب انسحاب ممثلين مساندين. والعمل من بطولة هيام أبو شديد وإيفون الهاشم وميشال الحوراني ونيللي معتوق.
يبقى أن المحطة ما زالت «تركّ» على الفرنسية والإنكليزيّة في التعريف بفقراتها، وتتوجه إلى المقتدرين مادياً فقط في أغلب برامجها.


تأخير مقصود؟

ما السبب خلف فرض mtv هذا الطوق من السريّة على برمجتها، حتى قبل ساعات من بثّها على الهواء؟ لماذا تتجنب إدارة البرامج أسئلة الصحافة؟ إذ غالباً ما يكون جواب المكتب الإعلامي في المحطة عن أي سؤال «لديّ برمجة هذا الأسبوع، ولا أعرف ماذا سنعرض لاحقاً». وماذا عن خطة البرمجة؟ وماذا حقّقت mtv بعد عودتها إلى البث قبل عام ونصف؟ تطلب موعداً لإجراء حوار مع القيمين على المحطة لإطلاع القارئ على تفاصيل تهمّه، وتنتظر موعداً لأسابيع من دون أن تحصل على أي جواب، وتفاجأ بأن قسم العلاقات العامة نسي، أو لم يبلغ إدارة البرامج أساساً، فلا موعد ولا من يحزنون!