في ألبومها السابع «نانسي 7»، اختارت النجمة اللبنانية 16 أغنية منوّعة لجهة الكلمة واللحن واللهجة، فيما تواصل عملها كسفيرة للنيّات الحسنة في الـ«يونيسيف» وتصرّ على قدرة الفنان على إحداث تغيير في المجتمع
هناء جلاد
بعد أقل من شهر على صدوره، تمكّن ألبوم نانسي عجرم الجديد «نانسي7» من تحقيق نجاح كبير، مبرهناً أنّ المغنية اللبنانية نجمةٌ حقيقية، إذ نجحت في عملها الجديد باختيار الأغاني المناسبة التي دخلت قلب جمهورها بسرعة. اختيار الأغاني لم يكن العامل الوحيد الذي أسهم في نجاح الألبوم، بل إنّ الخطة التسويقية التي رافقت الترويج للشريط الغنائي كان لها دور أساسي في إقبال الجمهور على العمل. كذلك، فإن هذا الألبوم هو الأوّل الذي تصدره عجرم مع شركة إنتاج فني هي «آرابيكا ميوزيك». فنانسي لم تنضوِ منذ انطلاقتها الثانية مع مدير أعمالها جيجي لامارا تحت لواء أي شركة إنتاج معيّنة.
إذاً، «نانسي 7» هو عنوان ألبوم عجرم الأخير، يضم 16 أغنية منوعة بين العاطفية والإيقاعية بلهجات عدّة. وقد طرحت كل هذه الأغاني دفعة واحدة على الإذاعات، وهو ما يعدّ سابقة غير معهودة في مجال الترويج لأسطوانة. في حديثها مع «الأخبار»، تشرح نانسي هذا الأمر فتقول: «أحب أن أترك للجمهور حق اختيار أغنيته المفضلة من ألبومي، وطرح كل الأغاني مرّة واحدة لا يمثّل خطراً على أي منها، لناحية تنافسها في ما بينها، لأنّ هذه الأعمال متنوّعة بين اللهجات اللبنانية والمصرية والخليجية. كذلك فإن الموضوع المطروح في كل أغنية مختلف، والأمر نفسه بالنسبة إلى التوزيع الموسيقي. باختصار لقد حاولتُ من خلال «نانسي 7» إرضاء مختلف الأذواق رغم أنني أدرك صعوبة هذا الأمر».
وتمكّنت نانسي من إعادة نادين لبكي إلى عالم الفيديو كليب. إذ صوّرت مخرجة «سكر بنات» أغنية «في حاجات» لعجرم. وهو الكليب الأوّل الذي صوّرته نانسي من ألبومها الجديد. وقد ظهرت الفنانة الشابة فيه بصورة الزوجة المهملة من قبل زوجها الذي لا يعرف كيف يحبها. كذلك، أوكلت النجمة اللبنانية مهمة تصوير «شيخ الشباب» لليلى كنعان. أما الحدث فكان تصوير الأغنية الخليجية «يا كثر» مع النجم السوري قصي خولي. وعن هذا الموضوع، تقول: «يعجبني قصي خولي كممثل، فهو يتمتّع بكاريزما عالية مكّنته من الدخول إلى بيوت الناس وقلوبهم أيضاً». وتضيف: «من الرائع أن يتبادل نجمان عربيان من مجالَين مختلفَين النجاح في عمل موحد». ورداً على كل التساؤلات بشأن تصويرها أكثر من أغنية من الألبوم، تشرح: «من المعروف أنني أعمد إلى تصوير عدد كبير من أغاني الألبوم، وهذه ليست بخطة جديدة بالنسبة إليّ. كذلك اضطررت إلى استعجال التصوير مع صوفي بطرس في أغنية «يا كثر» لأنها مقيمة في دبي.. أما الأغنية الرابعة التي أنوي تصويرها فسيرجّحها رأي الجمهور».
لكن هل تفكر في خوض تجربة التمثيل في السينما أو التلفزيون؟ وما الذي يبعدها عن هذه التجربة حتى اللحظة؟ «أفكر كثيراً في هذا الموضوع، لكن التزاماتي كمغنية تأخذ مني وقتاً كثيراً، وبالتالي لا يبقى لي الكثير من الوقت للنظر بجدية في مسألة التمثيل». لكنها سرعان ما تضيف: «بصراحة لا أخاف التجربة، لمعرفتي بأنني أملك الموهبة الكافية، ولكني أخاف اختيار السيناريو الخاطئ، وغيره من أدوات العمل المثالية لظهوري الأول في السينما أو في التلفزيون، وخصوصاً أنني أجهل الحيثيات الأساسية في هذا المجال، رغم كثرة العروض التي تقدَّم إليّ». ولا تنسى الإشارة إلى صعوبة تغيّبها لفترة طويلة عن منزلها بسبب ابنتها ميلا.

تغيّرت حياتي بعد الزواج والأمومة، وأدعو إلى قوانين لحماية المرأة (ن.ع.)


ومع ابنتها، تدخل نانسي في تفاصيل حياتها الخاصة، فتقول: «تغيّرت حياتي بعد الأمومة، لأنني مسؤولة عن طفلة وحياة زوجية، وهو أمر متعب لكنه يستحق كل العناء، وهذا ما تؤيّدني فيه كل أمهات الأرض». أما عن تعيينها سفيرةً للنيّات الحسنة من قبل الـ«يونيسيف»، فتكشف أنها ما زالت تعمل خلف الكواليس على إنجاز بعض المشاريع، وتحديداً في مجال التربية، «ولا يمكنني أن أقول إنّنا وصلنا إلى مراحل ممتازة، بل ما زلنا في بداية الطريق». وفي وقت تؤكّد فيه قدرة مشاهير الفن على إحداث تغيير إيجابي في المجتمع العربي، تشير إلى أنّ فيديو كليب أغنية «في حاجات» حمل في ثناياه قضية إنسانية حساسة تكشف واقع عدد كبير من الزوجات. وتضيف: «أؤمن بأنّ المرأة هي نصف المجتمع، وبأننا جنس قوي رغم صفة اللطافة التي أرفض التخلّي عنها، لكن هذا لا يسمح للرجل بكسر حقوقنا من منطلق الحامي الظالم». وتتحدّث عن ضرورة الدفع نحو إقرار قوانين لحماية حقوق المرأة، «وهذا واجب كل شخص يملك قدرة التأثير الإيجابي في الرأي العام».
حالياً، تخطو نانسي عجرم نحو مرحلة فنية جديدة، وتعترف بوضعها نقطة فاصلة بين الماضي وما تعيشه اليوم: «أحاول اعتماد مبدأ الشورى في كل ما أقوم به، وآخذ الانتقادات الموجّهة إليّ جدياً، وهذا برأيي أحد أسرار النجاح الأساسية».


الشقيّة الدلّوعة

بعد سلسلة من الفيديو كليبات التي جسّدت فيها دور المرأة المتزوّجة وسيدة المجتمع... تعود نانسي عجرم في «شيخ الشباب» و«يا كثر» بصورة الفتاة الشقية التي تتدلّع على حبيبها، وتعيش علاقات حب فاشلة تارة، وناجحة طوراً. هكذا نشاهدها في «شيخ الشباب» الذي صوّرته في جنوب لبنان مع المخرجة ليلى كنعان بدور الفتاة التي تعيش مع جدّتها... ثمّ نعود ونراها في «يا كثر» وهي تعيش قصة حبّ متأرجحة مع حبيبها النجم السوري قصي خولي (الصورة)، فهل عادت ناسي إلى صورتها الشقية السابقة؟ ما علينا إلا الانتظار.