عند الخامسة من صباح أمس، بتوقيت مدينة نيويورك، كان ماريو بارغاس يوسا (74 عاماً) قد استيقظ وانكبّ على عمله. في تلك الساعة المبكرة، تلقّت زوجته باتريسيا اتصال الأكاديميّة السويديّة. ظنّ الروائي البيروفي نبأ فوزه بجائزة «نوبل الآداب لعام 2010» مزحة في البداية، ثمّ عاد ليعترف في حديث مع الإذاعة البيروفيّة بأنّها «كانت طريقة مثالية ليبدأ النهار في نيويورك». تكرّم نوبل رجلاً في رصيده أكثر من أربعين عملاً بين رواية ومسرح وكتب نقديّة، إضافةً إلى مقالاته الصحافية. بدأ بارغاس يوسا حياته صحافياً، وراحت رواياته تحصد انتشاراً عالمياً منذ منتصف الستينيات. مال إلى أقصى اليسار في شبابه، فأيّد فيديل كاسترو، لكنّه ما لبث أن نقل البندقية إلى الكتف الآخر في مرحلة لاحقة من حياته. هكذا، ترشّح إلى منصب رئاسة الجمهوريّة في البيرو عام 1990، ممثلاً يمين الوسط. خسارته الانتخابات جعلته يهاجر إلى إسبانيا التي منحته جنسيتها. ولد بارغاس يوسا بعد طلاق والديه بأشهر، وعاش طفولته في بيت جدّه لأمه. بدأ الكتابة محرراً في صفحة الحوادث في صحيفة «ليما» البيروفية، وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره. بعد تجربة في الأكاديمية العسكرية، انتقل عام 1959 للعيش في باريس، ومنها إلى لندن، فبرشلونة. عمل مدرس لغة إسبانية، ومراسلاً صحافياً، ثمّ أستاذاً زائراً في جامعات أوروبية وأميركية. وها هو الآن يتلقّى نبأ فوزه بنوبل في نيويورك، حيث يعمل أستاذاً زائراً في جامعة «برنستون».