بيار أبي صعببعد بنتر وساراماغو ولسينغ... تتوّج الأكاديمية السويديّة كاتباً ليبراليّاً، بل يسارياً تائباً. بين يمين يلجأ إلى العسكر ويسار إلى الثورة، اختار ماريو بارغاس يوسا، تينور الـ«بين كلوب»، معسكر «الديموقراطيّة»، ضدّ الأصوليات والاستبداد والدوغمائيّة والعنف. لكنّ المشكلة أن كاره كاسترو، وعدوّ الثورة الزاباتيّة، يتعاطف مع نظام القيم المهيمنة ويغضّ النظر عن الاستغلال. فضلاً عن صداقته لإسرائيل (ولو «نقديّة» أحياناً)، وتماهيه مع السياسات الأميركيّة والحرب على العراق.
لقد حلم مؤسس «ليبرتاد» أن يحكم البيرو ببرنامج يميني، قبل أن يعود من حيث أتى: إلى الأدب. الكاتب البيروفي (والإسباني) الذي طوّبته «نوبل» بعد طول انتظار، ما زال ينظر إلى المثقّف بصفته مسؤولاً عن شؤون الحاضرة. صديق ماركيز اللدود (خصّه بدراسة مرجعيّة قبل أن تفرّقهما السياسة)، العاشق الأبدي لـ«مدام بوفاري». الرواية في نظره «مصدر كل نقد للعالم وللمجتمع»، ويرى في الكتابة رفضاً لكل أشكال الخضوع، وتمرّداً على الحياة والتاريخ. بين «المدينة والكلاب» و«الفردوس على الناصية الأخرى»، لم يتغيّر الكاتب «الواقعي» كثيراً... كل ما في الأمر أنّه انتقل من سارتر (الكلمات لتغيير التاريخ)، إلى كامو (الربط بين السياسة والأخلاق). لكنّنا نسينا الأهم. بارغاس يوسا كاتب كبير قبل كل شيء... أليس هذا هو الأهم؟