تونس ـــ سفيان الشورابيماذا تفعل صورة المعارض التونسي علي بن سالم في صحيفة حكومية؟ لوهلة خُيّل للبعض أن رياح الانفتاح على الوجوه المعارضة أو المستقلة بدأت تهب على وسائل الإعلام التونسية. لكن الحقيقة ما لبثت أن اتّضحت: إنّه خطأ غير مقصود ارتكبته صحيفة «الصحافة» الحكومية، فنشرت صورة المعارض المغضوب عليه في مقالة بعنوان «معرض استعادي... احتفاء بريادة التجربة». إذ أخطأت الصحيفة بين صورة بن سالم، وصورة الرسام التونسي الراحل موضوع المقالة، وهو يحمل أيضاً اسم علي بن سالم.
غير أن تطابق الأسماء، لا ينسحب أبداً على مسيرة الرجلَين. علي بن سالم المعارض هو ناشط حقوقي يتعرض لشتى أنواع المضايقات من السلطة التونسية. ويُجسّد بن سالم نموذجاً لنضال المدافعين عن حقوق الإنسان في تونس، فهو يواصل بلا هوادة نشاطه في هذا المجال. ولا يزال وهو على عتبة الثمانين، عرضةً لمضايقات ضباط الأمن وترهيبهم. وهو عضو مؤسس في منظمات حقوقية عدة من بينها «الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب»، و«المجلس الوطني للحريات في تونس». أما الرسام التونسي علي بن سالم فهو من أبرز الشخصيات في المحترف التشكيلي في تونس (1910– 2001). وفور اكتشاف «الصحافة» خطأها، حذفت الصورة من موقعها الإلكتروني. لكن ما هو مصير مرتكب الخطأ الذي أعاد إلى الواجهة الحديث عن حرفية الصحيفة الحكومية الأولى التي لا تتجاوز مبيعاتها بضع مئات من النسخ يوزّع أغلبها مجاناً على مؤسسات الدولة؟