بعد رمضان، أخذ فنانو الدراما والغناء وقتاً مستقطعاً لالتقاط أنفاسهم. لكنّ الوضع لم يدم طويلاً. ها هو الرئيس حسني مبارك، ووالد أحمد السقا، ووالدة محمد فؤاد يعيدونهم إلى الواجهة
محمد عبد الرحمن
مع انتهاء شهر رمضان، ذهب جميع النجوم في إجازة طويلة، فغابت الأحداث الحقيقية عن بلاتوهات السينما والدراما في مصر. حتى الأفلام المرشحة للعرض في عيد الأضحى انتهى تصويرها أو بقيت بعض المشاهد الصغيرة التي يجري إنهاؤها بسرية تامة، على أن تبدأ الدعاية قبل أيام قليلة من العيد. والواضح أن سباق مسلسلات رمضان أنهك جميع النجوم، فبقي الصحافيون يبحثون عن مادة يملأون بها الصفحات الفنية، وينافسون صفحات السياسة والاقتصاد المتخمة بمتابعات أحاديث الفتنة الطائفية، وارتفاع الأسعار، وأخبار الانتخابات البرلمانية المقبلة.
لكن أزمة شحّ الأخبار الفنية لم تطل كثيراً، بل انتهت مع انهماك الوسط الفني المصري أخيراً بمجموعة من الأحداث المتلاحقة. وآخر هذه الأحداث كان البحث عن تفسير لغياب عادل إمام عن لقاء الرئيس حسني مبارك. إذ زارت مجموعة من الفنانين المخضرمين والشباب، بينهم يحيى الفخراني، ويسرا، ومنى زكي، الرئيس المصري. وكان غياب إمام لافتاً للجميع، خصوصاً أن «الزعيم» من أكثر الفنانين المدافعين عن النظام. ورداً على كل علامات الاستفهام، قال إمام إنّه أصيب بمرض في المعدة جعله يعتذر رغماً عنه عن دعوة الرئاسة. لكن هذا التفسير لم يمنع بعض الصحافيين من السخرية من غياب إمام عن اللقاء الرئاسي الذي انتهى بالإعلان عن عودة عيد الفن من جديد في كانون الثاني (يناير) المقبل. وذهب بعضهم بعيداً في السخرية، فقيل إن إمام لم يزر الرئيس لأن اللقاء لا يحتمل وجود زعيمين، في إشارة إلى اعتزاز النجم المصري بلقبه الذي رافقه منذ سنوات. وكان الصحافة قد انهمكت قبل هذا الحدث، بلقاء آخر جمع الفنان طلعت زكريا بالرئيس مبارك في حضور وزيري الثقافة والإعلام ونقيب الممثلين أشرف زكي.
وبالتزامن مع هذا اللقاء، انفردت جريدة «الدستور» بنشر خبر زواج المغنّي الشعبي الشهير نادر أبو الليف، المعروف بـ«أبو الليف»، من الفنانة شبه المعتزلة علا رامي. وكشفت الصحيفة أنّ أبو الليف حقق حلمه القديم بالزواج من زميلته في «الكونسرفتوار»، وهو الحلم الذي لم يتحقق سابقاً بسبب الظروف المالية الصعبة. لكن تغير أحوال المغني الشعبي جعل كل شيء ممكناً! غير أن المفاجأة كانت أنّ أبو الليف نفى في رسالة إلكترونية خبر الزواج. ثمّ خرج من جديد ليعلن أنّ الخبر صحيح لكن نشره سبّب مشاكل كثيرة لزوجته التي أخفت الخبر عن ابنها الممثل الشاب عمر خورشيد. وبالتالي، قال إنه كان يفضل أن يعلن هو الخبر في الموعد المناسب «لكن الصحافة أفسدت كل شيء»، فقرر بعدها عدم الكلام عن حياته الشخصية في وسائل الإعلام.
على المنوال نفسه، أعلنت هالة فاخر ارتداءها الحجاب أو غطاء الرأس من دون اعتزال الفن، خلال تقديم عزائها بوالد الفنان أحمد السقا. وانفردت جريدة «المصري اليوم» بالخبر، لتخرج جريدة «الشروق» في اليوم التالي وتكذّبه على لسان هالة فاخر نفسها. ونقلت الصحيفة قول فاخر إنها ارتدت الحجاب لأنها لم تكن مستعدة للخروج من المنزل ولأنّه مناسب للحدث. وبعد يومين من التعامل مع الملف بأكلمه بحذر، أصدر المكتب الإعلامي لفاخر بياناً يؤكد فيه أنها ارتدت الحجاب بالفعل، لكنها لم تعتذر عن أي عمل فني ارتبطت به. بمعنى آخر، أوضح البيان أن الممثلة المصرية ستغطي شعرها وتستمر في ارتداء الملابس نفسها لأنّها من الأساس لا تلجأ إلى الثياب الخفيفة، تماماً كما فعلت عبلة كامل التي ترتدي الحجاب من دون أن يؤثر ذلك في خياراتها الفنية منذ سنوات. أما لماذا نفت فاخر الخبر ثم أعادت تأكيده؟ فلا أحد يعرف.
وكان عزاء والد أحمد السقا قد شهد أكبر تجمّع لنجوم الفن،

رُسمت علامات استفهام حول غياب عادل إمام عن لقاء الفنانين بالرئيس مبارك
والرياضة، والسياسة مع حضور جمال وعلاء مبارك نجلَي الرئيس المصري. وهو ما عكس مكانة السقا في مجتمع الكبار بعيداً عن المكانة الفنية لوالده مخرج العرائس الشهير. كذلك لم تنس الصحافة التركيز على الظروف الصعبة التي تلقى فيها السقا خبر وفاة والده. إذ كان الممثل الشاب راقداً في المستشفى بسبب جلطة في القدم. لكن مع تلقيه الخبر، اضطر للتحامل على آلامه والخروج لوداع والده الذي أنهكته أمراض الشيخوخة. ولم تنتهِ الأحداث التي رافقت العزاء هنا، بل ركّزت الصحافة على حالة الإغماء التي أصيب بها السقا، الأمر الذي أعاده إلى المستشفى من جديد. من جهة ثانية، لم ينجح المغنّي والممثل محمد فؤاد في تقديم واجب العزاء للسقا، إذ تلقى هو نفسه خبر وفاة والدته خلال مشاركته في إحدى الندوات الفنية.
وقد تكرّر مشهد تجمّع النجوم في عزاء والدة فؤاد. واللافت كان اللقاء المباشر بين عمرو دياب وتامر حسني وجهاً لوجه أثناء تقديمهما واجب العزاء. وطبعاً خرجت سريعاً الأخبار التي قالت إن «الهضبة» عامل حسني بجفاء. وهو ما نفاه تامر حسني مؤكداً أن الحدث الحزين الذي جمعه بدياب لا يتحمل تصفية الحسابات.


ملايين «الهضبة»

لم تمرّ على خير الأخبار التي تداولتها الصحف عن الرقم الخيالي الذي اقترحه أحد المنتجين على عمرو دياب (الصورة) للمشاركة في مسلسل رمضاني. إذ أوردت الصحف أنّ هذا المنتج عرض على دياب ما يقارب 7 ملايين دولار، وهو رقم يصعب تصديقه. إذ إن أسئلة كثيرة ترتسم حول هذا الأجر المرتفع وأبرزها: كم ستكون كلفة المسلسل ككلّ؟ وما هو حجم العائد المتوقع لتغطية هذه التكلفة حتى لو عرض المسلسل على عشر قنوات فضائية وبالحد الأعلى للأسعار؟ واللافت أنّه في وقت يحجم فيه الممثلون المخضرمون عن الكشف عن أجورهم، تنشر هذه الأرقام الخيالية من دون أدنى تشكيك من أحد.