خليل صويلحالقطيعة بين الشاعر الراحل محمد الماغوط ودريد لحام، لم تمنع الأخير من اقتباس نصوص صاحب «سأخون وطني» في عرض مسرحي جديد، سيحمل اسم «السقوط»، بتوقيع المخرج العراقي محسن العلي (إنتاج شركة «إيكو ميديا»). الخبر الذي تناقلته مواقع إلكترونية عربية، يؤكّد أنّ الفنان الكوميدي السوري، قد تراجع عن قرار ه اعتزال المسرح (1992)، وأنّه ينوي إعادة الألق إلى أبرز التجارب المسرحية التي شهدتها دمشق، تحت عنوان «مسرح الشوك». التجربة التي أطلقها عمر حجو، في أواخر الستينيات، إثر نكسة الـ 1967 ، كانت بمثابة قنبلة موقوتة في نبش أسباب الهزيمة عبر لوحات انتقادية، تجاوزت الخط الأحمر. لكن السلطة حينذاك سمحت بالعرض، لامتصاص غضب الشارع من هزيمة تركت جرحاً عميقاً في تطلعات جيل وجد شعارات النصر في مكانٍ آخر.

عرض مقتبس عن نصوص الماغوط سيحمل عنوان «السقوط»، بتوقيع المخرج محسن العلي

اليوم يعود دريد لحام إلى التعاون مع عمر حجو وعلاء كوكش في ورشة جماعية لاختبار نصوص الماغوط الغاضبة في «سأخون وطني». نحن إذاً، مدعوّون إلى وليمة من الغضب والسخط على هزائم متلاحقة، أنهكت الجسد العربي، في كوميديا سياسية تواجه أسباب انهيار المشروع القومي، والخلافات العربية، والهزائم الجديدة، من موقع يحاكي أسلوبية «مسرح الشوك» لجهة الكثافة والاختزال في بناء اللوحة. البروفات التي ستبدأ قريباً في العاصمة القطرية الدوحة، سوف تحدد مسار هذه التجربة وقدرتها على مواكبة متطلبات الخشبة اليوم، وخصوصاً أن نصوص الماغوط المقتبسة، كانت قد نُشرت كمقالات غاضبة تعبّر عن لحظة آنية، من دون حامل ايديولوجي واضح.
لكن دريد لحام، وفقاً لتصريحاته، يبدو متفائلاً بمغامرته المسرحية، فهو لن يكتفي بهذا العرض، بل سيعيد إنتاج مسرحياته المشهورة مثل «ضيعة تشرين»، و«غربة»، و«كاسك يا وطن» التي كتبها بمشاركة الماغوط، في منتصف سبعينيات القرن المنصرم، قبل أن تُفض الشراكة بينهما، بسبب خلافات عميقة. يعترف دريد لحام، بأنه لم يحقق نجاحاً مدوّياً كذلك الذي حققه مع الماغوط. كما أن الماغوط لم يتمكن من تحقيق الشعبية ذاتها التي حققها له لحام. فقد فشل عرض «صانع المطر» الذي كتبه وأخرجه دريد لحام منفرداً، وكان سبباً في اعتزاله. كما فقد عرض «خارج السرب» للماغوط، ألق النصوص المشتركة.