بعد مرور أكثر من عقد على المسلسل الشهير، يدخل النجم السوري مجدّداً إلى الأستوديو لتصوير جزء ثان يستأنف فضح الفساد الإداري في المؤسسات الحكومية في بلاده
وسام كنعان
يعود أيمن زيدان في رمضان المقبل إلى الكوميديا. لكن عودته لن تكون بعمل عادي. يخوض النجم السوري مغامرة من نوع خاص من خلال تقديم الجزء الثاني من مسلسل «يوميات مدير عام». هذا العمل الذي حقّق عند عرض جزئه الأول عام 1997 نجاحاً كبيراً بسبب إضاءته على أشكال الفساد الإداري في سوريا، أصبح من كلاسيكيات الكوميديا السورية. كما كشف عن قدرات تمثيلية استثنائية للنجم السوري الذي جسّد أكثر من عشر شخصيات في المسلسل نفسه. في الجزء الثاني أيضاً، يؤدي زيدان دور البطولة. أما مهمة الإخراج فسيتولاها المخرج الشاب زهير قنوع، فيما تنتج العمل «شركة سوريا الدولية».
فكرة إنجاز جزء ثان من المسلسل لازمت النجم السوري بعدما أدهشه حجم متابعة العمل من الجمهور لدى إعادة عرضه مراراً وفي مراحل زمنية متباعدة على المحطات العربية. هكذا، كلّف زيدان كاتب الجزء الأول زياد نعيم الريس إنجاز سيناريو جديد. لكنهما لم يتفقا على عدد الحلقات التي أنجزها الريّس، فاختار الفنان السوري كاتباً شابّاً هو خالد حيدر. وبالفعل أنجر الأخير السيناريو الذي بدأ تصويره منذ أيام في ضواحي دمشق، وسيكون العمل جاهزاً للعرض على أكثر من محطة عربية في رمضان المقبل.
يؤكّد أيمن زيدان أن العاملين في الجزء الجديد لا يتَّكِئون على نجاح الجزء الأوّل «وإلا لما كنا انتظرنا أكثر من عشر سنوات لنقدّم جزءاً ثانياً. لكن يبدو أن المشاكل لا تزال هي نفسها». ويضيف أنه لم يطلب من المخرج هشام شربتجي الذي أنجز معه الجزء الأول أن يكون قائداً للمشروع «لأن الشراكة مع بعض المخرجين الذين عملت معهم سابقاً لم تعد مجدية في هذا الوقت، ولا يعني هذا الإنقاص من قيمة أي مخرج».
اختار أيمن زيدان زهير قنوع بدلاً من هشام شربتجي الذي أخرج الجزء الأوّل
تبدأ أحداث العمل الجديد بعد مرور عشر سنوات على انتهاء الحلقة الأخيرة من الجزء الأول. وسيعتمد بنحو رئيسي على المشاكل الإدارية التي تعانيها المؤسسات الحكومية، بطريقة ساخرة عبر مواقف تستمدّ أفكارها من الواقع المعاصر. وكان الجزء الأول قد انتهى باكتشاف الموظفين أن مديرهم يتنكّر عندما يتنقّل بينهم. وبعد يأسه من إمكانية إصلاح الدائرة التي يعمل فيها، يقرّر الاستقالة والتفرّغ لعيادته. ومع بداية الجزء الثاني، يتلقى المدير العام اتصالاً من صديقه الوزير يطلب منه تسلّم دائرة أخرى يعمّها الفساد، فيوافق. ويقرّر التنكر بأساليب وخطط جديدة رغم أن موظفيه يعرفون سلفاً أن مديرهم سيتنكّر!
هكذا تتوالى الأحداث الكوميدية الساخرة وسط المفارقات، واحتياط الموظفين. وبعد جهود حثيثة للمدير الجديد، يقتحم هذا الأخير دائرة الفساد محاولاً إصلاحها. طبعاً يسجَّل للعمل في جزئه الثاني التقنيات الحديثة بالماكياج من خلال الاستعانة بعدد من الاختصاصيين الإيرانيين.
إلا أن هناك من يرى أن المشاكل الإدارية التي قدمت نهاية الألفية الثانية لم تعد مغرية بالنسبة إلى الجمهور، ولم يعد أمر طرحها في مسلسل كوميدي مثيراً، بعدما أتخمته الكوميديا السورية بمشاكل مشابهة، وخصوصاً في مسلسلات اللوحات ومنها «مرايا»، و«بقعة ضوء».
إلى جانب أيمن زيدان، تقف مجموعة من النجوم السوريين، منهم من يجسد الدور ذاته الذي أداه في الجزء الأول، أندريه سكاف ابن المدير، وشقيقته التي تجسد دورها أمية ملص. كذلك يؤدي النجم زهير عبد الكريم دور وحيد صديق المدير. وهناك ممثلون يؤدون أدواراً بديلة عن ممثلين آخرين، فتؤدي مهى المصري دور زوجة المدير بدلاً من نادين خوري، ووفاء موصلي بدلاً من سحر فوزي، ووائل أبو غزالة بدلاً من سامر المصري. فيما تدخل بعض الشخصيات الجديدة على العمل، وتؤديها مجموعة من نجوم الدراما السورية بينهم سليم كلاس، ونضال نجم، وأدهم مرشد، ونجلاء خمري، وآخرون.
من جهة ثانية، صرّح المخرج زهير قنوع في مؤتمر صحافي عقده صانعو العمل منذ أيام في مقر الشركة المنتجة بأنه سيمضي في عمله الرابع في الإخراج بمسيرة التجريب التي اعتادها. وهنا نفى أن يكون التجريب الذي يعتمده في أسلوب عمله في الإخراج يهدف إلى استفزاز النقاد والمشاهدين وإثارة الجدل حول اسمه بصفته مخرجاً. بل قال إنّ سبب التجريب هو طرح وجهة نظر يريد من خلالها تكريس هوية خاصة به على أنه مخرج تلفزيوني. النقاش في المؤتمر نفسه احتدم بين النجم السوري أيمن زيدان وبعض الصحافيين حول طبيعة النقد الموجّه إلى الكوميديا. إذ رأى زيدان أن الكوميديا فن خطير لا يتطلب جرعات عالية من النقد، وخصوصاً أن ذلك كان سبب عزوف الكثير من الممثلين السوريين عن تقديم أعمال كوميدية. وقال إن بعض الصحافيين يستخدمون مصطلحات جاهزة ضد أي عمل كوميدي، منها «التهريج»، و«الابتذال».