كان يكفي أن يتسرّب الخبر كي تقوم القيامة في مصر. يبدو أن «الأهرام» تعاقدت مع وزير دفاع النكسة شمس بدران على كتابة مذكراته، ويعرّج خلالها على الحياة الخاصة لجمال عبد الناصر وبعض أقرب معاونيه
محمد عبد الرحمن
كشفت جريدة «العربي» الناطقة بلسان «الحزب الناصري» أخيراً عن تعاقد «وكالة الأهرام للإعلان» مع وزير الدفاع المصري إبان هزيمة 1967، شمس بدران، لكتابة مذكراته. ونقلت «العربي» عن الإعلامي يسري فودة أن مذكرات بدران لن تكون سياسية أو عسكرية فقط، بل ستشمل الأسرار الشخصية التي يدّعي أنه يعرفها عن الرئيس جمال عبد الناصر والضابط عبد المنعم رياض ووزير الدفاع السابق محمد فوزي. كذلك، أضاف فودة أن المذكرات ستشمل الأسرار الجنسية لـ«ناصر»، والعلاقات الخاصة للرموز العسكرية المصرية في القرن العشرين. كذلك جاء في الصحيفة أن قناة «أون تي في» قد تعرض المذكرات مصوّرة، وهو ما سارع مالك القناة نجيب ساويرس إلى نفيه. ثمّ تردّد أن صحيفة «الأهرام» التي تملك «وكالة الأهرام للإعلان» قد تنشر المذكرات على صفحاتها. ويأتي ذلك بعدما بات مؤكداً أن رئيس تحرير جريدة «الأهرام المسائي» طارق حسن رفض نشرها.
وفي ظل هذه الأخبار المتضاربة، أعلن رئيس تحرير «العربي» عبد الله السناوي في برنامج «مانشيت» على «أون تي في»، أول من أمس، أنه ينتظر تعليقاً رسمياً من رئيس مجلس إدارة «الأهرام» عبد المنعم سعيد عن موقف المؤسسة من هذه المذكرات. كذلك طالب بتوضيح ما تردّد عن دفع «الأهرام» مليون جنيه (170 ألف دولار) لبدران مقابل الحصول على مذكراته، رغم «حجم الإهانات الذي تحتويه لرموز وطنية وفي مقدّمتها جمال عبد الناصر».
نفى نجيب ساويرس أن تكون «أون تي في» تستعدّ لتصوير المذكرات
وأضاف السناوي أن أي رأي تاريخي لشخصية معاصرة هو أمر مقبول، حتى لو كان هذا الرأي هو لـ«وجه النكسة القبيح» ـــــ أي بدران ـــــ لكنّه لا يعتقد أن دخول غرف نوم الزعماء له علاقة بالتدقيق التاريخي والحقائق السياسية. ولم يقف عند هذا الحدّ، بل قال إنّه إذا أرادت «الأهرام» نشر المذكرات تحت لواء حرية الرأي والتعبير، فعليها أن «تتحمل النتيجة، وسيكون الرد صاعقاً...».
ويُتوقع أن تثير تصريحات السناوي جدلاً كبيراً داخل مؤسسة «الأهرام» وخارجها. وكانت هذه الأخيرة قد تعرّضت لأزمات عدة أخيراً، أبرزها دعوى «الجزيرة»، إذ رفعت الفضائية القطرية دعوى ضدّ الصحيفة المصرية بعد نشر هذه الأخيرة تقريراً عن تعرّض مذيعات القناة المستقيلات لتحرّش جنسي. كذلك أُحرِجت قيادات الصحيفة بعد التلاعب الذي حصل في صورة الرئيس حسني مبارك الشهيرة أثناء المفاوضات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية في البيت الأبيض في أيلول (سبتمبر) الماضي. وما زاد الطين بلة كان ما أعلنه الصحافي المعارض إبراهيم عيسى عن تحريك دعوى ضد عبد المنعم سعيد، لأنه نشر معلومات مالية غير صحيحة خلال بيع جريدة «الدستور».
من جهة أخرى، كشفت جريدة «العربي» عن واقعة احتجاز وتفتيش مراسلتها في الأراضي المحتلة صابرين دياب داخل مطار القاهرة، لكن من قبل ضباط أمن إسرائيليين! هذا النفوذ الأمني الإسرائيلي داخل مطار القاهرة أدى إلى حملة انتقادات واسعة قادها الكاتب المخضرم فهمي هويدي في مقالة «وقاحة على أرض مصر» نشرت في جريدة «الشروق». وأشار هويدي إلى وجود تنسيق أمني مصري ـــــ إسرائيلي غير معلن. وأضاف أنّ التفتيش داخل مطار القاهرة، ولو في مساحة مخصصة للضباط الإسرائيليين، بدا كأنه رسالة إهانة لمصر.