دمشق ــ وسام كنعان، أنس زرزريحاول هيثم حقي دعم السينما السورية، عبر شركة «ريل فيلمز» التي يديرها. هكذا شارك في «مهرجان دمشق» بفيلمين هما «مطر أيلول» لعبد اللطيف عبد الحميد و«روداج» لنضال الدبس.

في «مطر أيلول» الذي نال الجائزة البرونزية في مسابقة الفيلم العربي، جاء التعامل مع دمشق بعيداً عن الأرياف التي نسج منها عبد اللطيف عبد الحميد حكايات العديد من أفلامه. يبدأ الشريط بالمقطوعة الشهيرة لـ«أمير البزق» محمد عبد الكريم التي افتتح بها «إذاعة دمشق» ولا يزال السوريون يحفظونها. حالات حب احتفالية ولّفها المخرج السوري بطريقة منسجمة، رغم غياب الرابط المنطقي بينها.
نحن هنا أمام عائلة أحد أفرادها بائع بطيخ (يامن حجلي)، تدمى قدميه من الجري تحت شباك عشيقته. بينما وجد الثاني (حازم زيدان) حلّاً يقترب فيه من حبيبته عندما صار يغسل لها سياراتها في أجواء كرنفالية جذبت كل الجيران، فراح يتلقّى أجرته بابتسامة ولمسة يد ناعمة. وهناك أيضاً الأب الأرمل (أيمن زيدان) الذي عشق «الشغالة» (سمر سامي) على إيقاع مفاجآت أولاده. ورغم إقحام عناصر تمثّل السلطة والأمن في الفيلم بطريقة غير مبرّرة، استطاع «مطر أيلول» حبس أنفاس المشاهدين، وخصوصاً مع أداء سمر سامي وحضور أيمن زيدان.
أما «روداج» فيطرح قصة حب عادية تجمع جهاد (مهند قطيش) الذي يعمل ميكانيكي سيارات، بحبيبته (قمر خلف). لكن سرعان ما تتحول هذه الحكاية إلى وسيلة لتشريح خوف الإنسان، وتردده في الحصول على ما يرغب. يخرج جهاد مع حبيبته في رحلة إلى الصحراء، هرباً من شقيقها ضابط الأمن المتنفذ. لكن حادث سير يقلب حياة العاشقين. يعثر البدو على جهاد بعدما ترك حبيبته غائبة عن الوعي لتختفي بطريقة غامضة. ثم يقوده القدر إلى أحضان العم محمود (سلوم حداد) العسكري المتقاعد صاحب الشخصية المتناقضة الذي يعمل في التهريب وتحنيط الطيور الكاسرة.
نكتشف مع النهاية أنّ العم محمود أخفى الفتاة في شقة زوجته المقعدة، ليعمل على ترويض جهاد، وتخليصه من خوفه... محاولاً بذلك التعويض عن وقوعه في الخطأ نفسه سابقاً، حين حاول التخلص من زوجته بافتعال حادث سير.
الشريط أثقلته الدلالات الرمزية، والتحليلات النفسية، للمشاعر الإنسانية المتناقضة. بدوره، حاول الدبس إيجاد معادل بصري لمجمل الأفكار التي قدمها، لكنه لم ينجح في مجاراتها بصرياً. هكذا، تكررت تفاصيل كثيرة على نحو مجاني، وخصوصاً مشاهد الصحراء. كما فشل المخرج في تقليد الإيقاع البطيء التي تتميز به السينما الروسية خصوصاً، إضافةً إلى الأداء الباهت لمهند قطيش وعجزه عن ترجمة الصراعات التي تعيشها الشخصية. كل ذلك أسهم في تسرّب الملل والرتابة إلى إيقاع الفيلم.