محمد عبد الرحمن
قد لا يدرك المتابعون للأعمال الفنية المصرية أن الإعلان عنها لا يعني قدرتها على الوصول إلى الجمهور، كذلك، قد لا يعرف هؤلاء أنّ الإعلان عن أيّ عمل له أهداف عدة، أبرزها البحث عن منتج للفكرة التي لم تتحوّل إلى سيناريو بعد، أو رصد ردود الفعل. هذا تحديداً ما حصل مع المسلسل الذي كتبه ماهر زهدي عن حياة الفنانة شادية. إذ أعلن زهدي أخيراً أنه تراجع عن المشروع بعدما تأكد من رفض شادية له. لكن لو باركت الفنانة المصرية هذه الخطوة، لكان الكاتب قد بدأ البحث عن منتج منذ فترة.
الأمر نفسه ينطبق على مشروع مسلسل «الجورنالجي»، الذي يروي سيرة محمد حسنين هيكل، وقد أعلن عنه الإعلامي المصري يسري الفخراني. وهذا الأخير هو أحد أبناء مؤسسة «الأهرام» التي أدارها هيكل حوالى ثلاثين سنة. الفخراني أكد في تصريحات صحافية أنه بدأ الإعداد لكتابة مسلسل ضخم عن الكاتب الأبرز في تاريخ الصحافة العربية، على أن ينتهي من السيناريو في منتصف عام 2011، أي إن العمل لن يُعرض في رمضان المقبل. وقد أفصح الفخراني أنه لا يزال بحاجة إلى مقابلة ثلاثين شخصية عاصرت هيكل، إلى جانب استكمال قراءة كل ما كُتب وما نشر عنه. وحتى الساعة لم يحدَّد بعد اسم المنتج ولا المخرج، وبالتالي لا يوجد بطل يستطيع تجسيد شخصية الرجل الذي أمضى في بلاط الرؤساء أكثر من ستين عاماً.
هل سيضيء العمل على علاقة العداء بين هيكل وأنور السادات؟
باختصار، لا شكّ في أنّ المسلسل سيواجه هجوماً صحافياً حاداً إذا اقترب الفخراني من تحويل الحلم إلى حقيقة، لكن كل ما سبق قد يصبح أقل أهمية عندما ندرك أن صاحب القصة لا يزال على قيد الحياة، وهيكل ليس «الشحرورة صباح» التي كشفت كل أوراقها بالفعل... فهل سيقبل «الجورنالجي» أن يتابع قصة حياته من دون أن يتدخل في ما يراه على الشاشة.
من جهة أخرى، وتمهيداً للمسلسل، أطلق موقع «في الفن» أخيراً استطلاع رأي عن مسلسل «الجورنالجي» من خلال طرح أسماء ثلاثة ممثلين مصريين مرشحين لأداء دور هيكل، وهم شريف منير، وخالد صالح، وهشام سليم. وسيكون على الجمهور اختيار الشخص المناسب لتجسيد شخصية صاحب «لمصر لا لعبد الناصر». طبعاً لن تنسحب هذه الخيارات على فريق العمل إذا وصلت الحلقات إلى مرحلة التنفيذ. وقد لا يكون مستبعداً أن يجسد الشخصية ممثل عربي تفادياً للجدل وشروط النجوم المصريين. وقد حصل ذلك في السابق مع كل من الملك فاروق، وحسن البنا في مسلسل «الجماعة».