ملحق «على الهوا» الذي خصّصته الجريدة القاهريّة العريقة للميديا، يشكو من جموح في الخيال يضرب عرض الحائط بالقواعد المهنيّة! وآخر ابتكاراته تقرير عن العلاقات الوطيدة بين إيران وإسرائيل...
محمد عبد الرحمن
يبدو أن ملحق «على الهوا» الصادر عن جريدة «الأهرام» المصرية كل أربعاء قد أصبح مصدر إحراج دائم للصحيفة العريقة. على رغم حداثة صدوره وتغيير إدارة تحريره أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، لا تتوقّف المشاكل عن ملاحقة هذا الملحق. هكذا رفعت قناة «الجزيرة» دعوى قضية على أقدم الصحف المصرية بعدما نشر «على الهوا» معلومات غير صحيحة عن تعرض بعض مذيعات القناة للتحرش الجنسي. وجاء هذا الخبر بعد تقديم عدد من مذيعات المحطة استقالتهن في أيار (مايو) الماضي. أما اليوم، فيبدو أنّ الدور وصل إلى إيران.
هذه المرة لم يتردّد الملحق في نشر تقرير على صدر صفحته الأولى يؤكّد أن ست قنوات إيرانية تبثّ من خلال قمر صناعي إسرائيلي في دلالة واضحة ـــــ حسب كاتب الموضوع ـــــ على العلاقة القوية التي تربط الدولة الفارسية بالاحتلال الإسرائيلي وأن الخلاف بين الطرفَين هو مجرّد مسرحية. وحالما نُشر هذا الموضوع، نقلته عشرات مواقع الإنترنت المصرية والعربية. وركّزت معظم المواقع على الطابع الديني لهذه القنوات الإيرانية. وطبعاً لم تهتمّ «الأهرام» كثيراً للرد الرسمي الذي أرسله إليها مكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر. صحيح أن الصحيفة نشرت الردّ، لكنها لم تعترف بخطئها. هنا، ارتأى الخبير في موضوع الأقمار الصناعية محمد فطيم التدخّل لحلّ هذا الموضوع، فأرسل هو الآخر رداً على الصحيفة، لكنّه نُشر على نحو مبتور وغير مكتمل. ويقول فطيم لـ«الأخبار» إنّه لم يرسل الرد «حباً بإيران، بل حفاظاً على صورة «الأهرام» الرصينة».

تناول التقرير ستّ قنوات إيرانيّة تبثّ على قمر صناعي إسرائيلي

وبحسب الخبير المصري، فإن التقرير الذي نشره الملحق اعتمد على أخبار منشورة على مواقع إلكترونية عدة غير موثوقة، فيما هويتها غير واضحة أو محددة. والمعروف أن اعتماد أي صحافي على موقع واحد أو اثنين لا يمثّل مصدراً أكيداً ودقيقاً للمعلومات أو لصياغة أي تقرير أو خبر. هكذا يشير فطيم إلى أنّ التقرير الشهير في الملحق خلط بين الاعتراض على المضمون الديني لهذه القنوات الشيعية وتعارضها مع المذهب السني، وبين اتهامها بالتعاون مع الدولة العبرية من خلال البثّ على أقمار صناعية إسرائيلية. ويعلن أنّه لم يكن مهتماً في ردّه بالطابع الديني للمحطات الفضائية المذكورة، بل أراد توضيح الإشكالية الهندسية والأخطاء العلمية التي وقع فيها التقرير «لا وجود لأي قناة شيعية على القمرين «آموس 2» و«آموس 3» ولا على أي «ساتلايت» إسرائيلي» يقول. ويضيف فطيم إن «معظم القنوات الشيعية تبث من القمر الأوروبي «أتلانتيك بيرد 4A»، في وقت يظنّ فيه معظم المشاهدين أنها فضائيات تصلهم عبر «نايل سات». ويشرح هذه الإشكالية بالقول إن القمر الأوروبي والمصري متجاوران. وكان ملحق «على الهوا» قد ذكر أسماء ست قنوات إيرانية هي: « أهل البيت»، «الغدير»، «الحسين»، «الأنوار»، «العالمية» و«فدك». وهذه الأخيرة استمر بثّها عشرة أيام فقط بعدما أحدثت دويّاً في مختلف الدول العربية بسبب هجوم صاحبها على عائشة. وقد أغلقت يوم الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.