تصدّرت اتهامات رئيس اتحاد الكتاب العرب حسين جمعة للجوائز العربية بالتطبيع والصهيونية واجهة 2010. أصدر «فتوى» ثقافية تمنع مشاركة الروائيين السوريين في جائزتي «بوكر» و«نجيب محفوظ» بوصفهما مشبوهتين. ورغم الحملة التي شنّها الوسط على تصريحات جمعة، وسوء إدارته لاتحاد الكتاب العرب، حافظ على كرسيه لدورة ثانية ليقود الاتحاد خمس سنوات أخرى «في خدمة الأدب وقضاياه» وفقاً لشعار الاتحاد العتيد. من جهة ثانية، أُزيح وزير الثقافة رياض نعسان آغا عن منصبه، ليحل مكانه رياض عصمت من دون معرفة الأسباب، وإن ترددت شائعات حول إهماله الآثار وتأجير المتاحف للأعراس، والسماح بتصوير كليب لهيفا وهبي في مدرج بصرى الأثري. وستحضر هيفا ضيفة شرف في «مهرجان دمشق السينمائي»، ليتحكّم المزاج الفردي بمفاصل العمل الثقافي، في غياب استراتيجية واضحة لوزارة الثقافة، ابتداءً من «الهيئة العامة السورية للكتاب» التي لم تؤكّد حضورها المستقلّ، أقلّه الإشراف المباشر على «معرض دمشق الدولي للكتاب» الذي لا تزال تتحكم بمجرياته إدارة «مكتبة الأسد الوطنية». ولعل الإنجاز الوحيد للهيئة إتاحتها نسخة إلكترونية مجانية أسبوعياً من إصداراتها على موقعها، مروراً بالمؤسسة العامة للسينما التي قاطعها معظم السينمائيين السوريين، وانتهاءً بالموسم الجاف لعروض المسرح القومي. وسيمرّ إغلاق «مكتبة ميسلون» بصمت بعدما كانت طوال خمسة عقود مرجعاً للكتاب التنويري. غابت عناوين الكتب الجديدة المهمة. ربما بإمكاننا التوقف عند روايات فواز حداد «جنود الله»، وسمر يزبك «لها مرايا»، ونبيل سليمان «حجر السرائر»، بالإضافة إلى تعاقد مؤسسة الإنتاج التلفزيوني مع الروائي حنا مينه لتحويل روايتيه «المصابيح الزرق»، و«شرف قاطع طريق» إلى عملين دراميين، وأفلمة رواية غادة السمان «الرواية المستحيلة» بعنوان «حرّاس الصمت» بتوقيع سمير ذكرى. وعدا السجال الذي أثاره يوسف عبدلكي حول احتكار بعض الصالات الخاصة لأعمال التشكيليين السوريين، لم تشهد الساحة سجالاً مماثلاً. لكن حراك التشكيل السوري سيبقى الأكثر حضوراً. شهد 2010 ندوة «الفن العربي في عالم يتغيّر» بمشاركة تشكيليين ونقّاد عرب، طرحوا أسئلة مهمة عن المحترف العربي وخضوع بعض تجارب الشباب لأجندة وافدة تفرض هوية مستعارة في غياب الدعم الرسمي. هكذا أشار بعضهم إلى ضرورة تأسيس «متحف للفن الحديث» المؤجّل منذ سنوات، مما عرّض أرشيف الفن السوري للإهمال والنهب. لكن المتابع سيتوقف عند معارض لافتة بتواقيع: بهرم حاجو، ويوسف عبدلكي، ونزار صابور، وجبر علوان، وأحمد معلا... في ضفة أخرى، كان لإعلان أدونيس اعتزاله الشعر وقعه في الوسط، فقد رآه بعضهم «فرقعة أدونيسية»، فيما وجد آخرون فيه جرأة غير مسبوقة من شاعر عربي لديه هذه القدرة على الاعتراف. وإذا كانت النشاطات الرسمية تشكو الترهّل، فالنشاط الأهلي حرّك ركود الساحة الثقافية. هل نتوقف عند «دوكس بوكس» للأفلام الوثائقية؟ المهرجان اكتشف أسماءً شابة لم تكن الفرصة متاحة أمامها قبلاً، إلى «ملتقى دمشق للرقص المعاصر»، مروراً بـ«مهرجان دمشق للفنون البصرية»، والبرنامج الغنيّ لمقهى «قصيدة نثر» في اللاذقية، وصخب صعاليك «بيت القصيد» في فندق «برج الفردوس»، إلى «ملتقى قصيدة النثر» في حلب، ومهرجاني «جبلة»، و«السنديان» في طرطوس، و«ملتقى العجيلي للرواية العربية» في الرقّة. من جهة ثانية، سعت «دار الأوبرا» إلى استقطاب أبرز الأصوات والعروض مثل مهرجان «النساء تغنّي»، و«الملتقى الأول لآلة البزق»، وتكريم عازف الكمان السوري ضياء السكري، قبل أشهر من رحيله، وحفلتي مرسيل خليفة وأميمة الخليل...