لا جديد على الساحة الأردنيّة 2010. التوليفة الجاهزة التي تقسم الفعاليات بين حكوميّة ومستقلّة آخذة في الاتّساع. الأمر الوحيد الذي يحسب للجهات الرسميّة تخفيف الرقابة على الكتب،. قد يكون مردّ الانفتاح تسلّم عبد الله أبو رمّان منصب مدير «دائرة المطبوعات والنشر»، خلفاً لنبيل المومني الذي وضع مراراً المؤسسات الثقافيّة في مواجهة الكتّاب.كذلك استمرّت محاولات تفكيك «مهرجان جرش» تحت مسمّى «مهرجان الأردن» الذي أدارته جمعيّة «أصدقاء المهرجانات» برئاسة رجال أعمال ومستثمرين في مجال السياحة! هذه التركيبة انعكست على برنامج المهرجان الذي غاب عنه مفهوم الثقافة بشكلها الذي يضمن تواصلاً مع الجمهور، واقتصاره على الطبقة الغنيّة. أما رابطة الكتّاب الأردنيين، فاستمرت في إصدار البيانات وإقامة الندوات الباهتة.
وفي ظل ركود المؤسسات الرسميّة والتقليديّة، برزت نشاطات مثل «مهرجان الموسيقى الصوفيّة» و«مهرجان المسرح الأردني السابع عشر». وتولّت المؤسسات المستقلّة وفضاءات الثقافة البديلة تحريك المشهد الثقافي. وبرزت ظاهرة الفن التفاعلي في شوارع عمّان، من المشروع الضخم الذي أقامته «دارة الفنون» بعنوان «عبارات على الضفاف ومشاريع أخرى» إلى معرض «قاعة انتظار المطار اليوطوبيّة» في فضاء «مكان». ورغم خفوت دور «مكان» في إقامة المعارض النوعيّة، برز معرض آن ماري جاسر ونضال الخيري أحد أكثر المعارض جرأة في مقاربة موضوع الرقابة.
موسيقيّاً، خفت صوت الموسيقى البديلة التي اشتعلت في العامين الأخيرين. ومع قلّة الإصدارات، لجأ فنانو الموسيقى البديلة إلى البارات الصغيرة لإقامة حفلاتهم أمام جمهور غير متحمّس. لكن «مسرح البلد» واصل استضافة موسيقيين نوعيين منهم المغربي نجيب شرّادي، والفلسطينيّ مروان عبادو، واللبنانيّة ريما خشيش.
سينمائيّاً، شهد العام ولادة مهرجان «كرامة لأفلام حقوق الإنسان» بطرح جريء، قد يُسهم في إرساء أرضيّة حقيقيّة للعمل السينمائيّ المحلّي. ومع فوز فيلم «مدن الترانزيت» لمحمد الحشكي بجائزة النقّاد في مهرجان دبيّ، يتوقّع أن يبدأ في 2011 نقاش حول المشهد السينمائيّ هنا.
يبقى أن نشير إلى مقاطعة فرقة The Last Supper الكنديّة التي كانت تخطّط لتقديم حفلة في بار إسرائيليّ في القدس بعد انتهاء جولتها في عمّان، فبعد نقاش يحصل للمرة الأولى في بلد تربطه معاهدة سلام مع إسرائيل، ألغت الفرقة حفلتها في القدس بعد تعرّضها للضغط. وقد يبشّر 2011 بحراك على هذا المستوى، ولا سيما أنّ عدداً من الناشطين الثقافيين الأردنيين ينوون إطلاق حملة مقاطعة تعيد الصدام إلى بلد ماتت فيه عناصر التفاعل.