سلسلة أحداث شهدها العراق هذا العام بدأت بترشيح بعض المثقفين الى الانتخابات التشريعيّة في آذار (مارس) الماضي. وفي النتيجة لم يصل الى المجلس النواب سوى الشاعر علي الشلاه.واذا كان الحديث ركّز في السنوات الماضية على تدهور الصالات السينمائيّة في بلاد الرافدين، فإنّ عرض فيلم «ابن بابل» لمحمد الدراجي في سينما «سميراميس» شكّل حدث السنة، علماً بأنّ الشريط فاز بجائزة أفضل سيناريو في «مهرجان القاهرة السينمائيّ». كذلك، فاز القاص منتظر ناصر كاظم والناقدة سوسن هادي جعفر بـ«جائزة الشارقة للإبداع العربي». كما نال «ضربة البداية» لشوكت أمين كوركي جائزة أفضل فيلم روائي طويل في «مهرجان الخليج السينمائيّ الدوليّ» في دبي. وحازت لميعة عباس عمارة وفارس حرّام «جائزة البابطين للشعر».
ويبدو أنّ اصدار مجلّة «بيت» الثقافيّة الفصليّة عن «بيت الشعر» العراقيّ، من الأحداث الثقافيّة الهامة في بلاد الرافدين، بدليل الكتابات التي نشرت دعماً للمشروع. أما اسم الراحل كامل شياع فلم يغب هذه السنة أيضاً. استذكرت مؤسّسة «المدى» المثقف العراقي في المكان نفسه الذي اغتيل فيه على طريق محمد القاسم في بغداد. واحتفى به «مركز الصحافة الأوروبيّة» في بروكسل وأُعلن تخصيص جائزة باسمه للصحافيّين العراقيّين.
2010 شهد أيضاً رحيل عدد من الأدباء والمفكّرين. رحلت عالمة الآثار المغتربة سلمى الراضي، وغادرنا المسرحيّ ماجد فريد والشاعر طالب السوداني، فيما اغتيلت التشكيليّة غادة حبيب في منزلها في لندن. وودّع العراق المؤرخ عبد العزيز الدوري الذي تُوفي في عمان. وبعده، رحل الفنـّان منذر حلمي في برلين ثمّ العلامة والأب بطرس حداد.
ولا بدّ من أن نسجّل هذا العام حدث تثبيت عضويّة العراق في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، مع بقائها معلقة في مؤتمر القاهرة الذي عُقد في صيف 2010 وما أثاره من ردود فعل عراقية. أما تفجير بيت الناقد جبرا إبراهيم جبرا، فكان حدثاً مؤلماً بحق، إذ قضى انفجار سيارة مفخّخة على كلّ ما احتواه هذا المبنى من كتب ولوحات لأديب أحبّ العراق الذي صار بلده ومساحة لبثّ تأملاته في النقد والشعر.
مع ذلك، تبقى معركة الحريات العنوان الأبرز لعام 2010. شهدت بغداد سلسلة تظاهرات أطلقها المثقفون بوجه الظلامية الجديدة التي تدعو إلى إلغاء الفعاليّات الموسيقيّة والفنية مروراً بإلغاء قسمي الموسيقى والمسرح من معهد الفنون الجميلة والشائعات التي تتحدث عن رفع النُصب والتماثيل من باحة المعهد نفسه. وينتهي هذا العام والسجال ما زال قائماً في ظلّ دعوات عديدة إلى وقف التجاوزات الخطيرة بحق المثقفين العراقيّين.