حداثة تتخبّط في مستنقع التقاليد

  • 0
  • ض
  • ض

انتظر مثقفون يمنيون كثر أن يشكّل إعلان مدينة تريم «عاصمة للثقافة الإسلامية 2010» فرصة لاستعادة الأيام المجيدة التي عاشوها حين كانت صنعاء «عاصمة الثقافة العربية 2004». لكن المناسبة كانت مخيبة لأنها جاءت بدافع سياسي عنوانه الأزمة الوطنية الحاصلة في جنوب البلاد ومبعثها اعتقاد مواطنيه بأنهم أصبحوا على الهامش الثقافي والسياسي بعد الوحدة اليمنية. ومع أن السلطة تعرف أن تريم (جنوب) بلا بنية ثقافية تحتية تمكنها من استضافة فعالية تمتد عاماً، إلا أنّها صبّت اهتمامها على استغلال المناسبة للترويج دعائياً والاحتفال الشكلي بذلك الجنوب المزدهر ثقافياً. في هذا الوقت، كانت السلطة تُجهز على آخر كيان مدني مثّل منذ السبعينيات نواة الوحدة اليمنية بما كان يضمّه من أدباء من الشطرين. فقد أقدمت على أساليب الترهيب والترغيب لضمان احتكار الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب. وهو ما تحقق في انتخابات منتصف العام. ولذلك، لم يكن مُستغرباً أن يصدر بيان من الاتحاد يدعو إلى حسم حرب صعدة عسكرياً من قبل جيش الدولة. أما في «معرض صنعاء الدولي للكتاب»، فتقلص حضور دور معروفة بتوجهها الحداثي، مقابل أخرى سلفية سُمح لها ـ بنحو مريب ـ ببيع كتب تدعو إلى هدر دم أدباء الحداثة. وهو الاتجاه الذي دُشن بداية العام مع رفع دعوى على صحيفة «الثقافية» الأسبوعية الرسمية من شيوخ أصوليين لنشرها مقالاً للكاتب معاذ الأشهبي الذي دفع ثمن تواطؤ الجهات الرسمية والأصولية لينال حكماً بالسجن عاماً وتغلق الصحيفة. في المقابل، ما زالت مجلة «غيمان» الفصلية المستقلّة التي يشرف عليها الشاعر عبد العزيز المقالح... وهنا، لا بد من ذكر تجربة متميزة أطلقها الشاعر الشاب فتحي أبو النصر الذي أصدر مجلة «انزياحات» التي يوزّعها شخصياً أو عبر البريد وتنشر على الانترنت بسبب عدم منحها ترخيصاً رسمياً. ويشارك فيها عدد كبير من الأدباء الشباب، فيما نجحت فرقة «خليج عدن» الشابة في تقديم عرض مسرحي متين هو «معك نازل» مكنها من القيام بجولة أوروبية بدأتها من برلين.

0 تعليق

التعليقات