كانت 2010 سنة الحيوية والحراك على الساحة الثقافية في المغرب. فاز شعراء بجوائز مرموقة، ورُشّح روائيون لجوائز عالمية، وتعدّدت المهرجانات واللقاءات والندوات، لكنّها أيضاً سنة الفقدان مع رحيل محمد عابد الجابري، وإدمون عمران المالح. هكذا، توفي المفكر والفيلسوف المغربي الذي يعدّ أحد روّاد الفكر العربي المعاصر. وبعد صاحب «نقد العقل العربي»، خسرت الساحة الأدبية إدمون عمران المالح المثقف الأصيل والكاتب البارع. في مجال الشعر، فاز الطاهر بنجلون بجائزة «الأركانة العالمية للشعر» فيما نال عبد اللطيف اللعبي جائزة «غونكور للشعر». وفي مجال الرواية، بلغ عملان اللائحة القصيرة لجائزة «بوكر» العربية هما «معذبتي» لبنسالم حميش (وزير الثقافة الحالي)، و«القوس والفراشة» لمحمد الأشعري (وزير الثقافة السابق). وفي وقت ازدادت فيه وتيرة النشر وبعد طول انتظار، عُيّن روائي ومفكر على رأس وزارة الثقافة هو بنسالم حميش. وشهدت سنة 2010 فعاليات الدورة العاشرة من «المهرجان الدولي للفيلم» في مراكش. وقد اختارت هذه الدورة تكريم السينما الفرنسية ذات التاريخ الطويل والتأثير الواسع في السينما العالمية. وتميزت الدورة العاشرة بتخصيص مسابقة للأفلام القصيرة يخرجها الشباب. كذلك احتضنت مدينة سلا فعاليات الدورة الرابعة من «مهرجان فيلم المرأة» بمشاركة كثيفة للعديد من الأفلام العربية والمغربية والدولية. ولعلّ الممثلة الشابة لطيفة أحرار صنعت الحدث في المغرب بعد الجدل الذي أثاره عرضها «كفرناعوم أوتو ـــــ صراط» والحملة العنيفة التي أطلقها متزمتون، أساؤوا قراءة عملها المونودرامي الذي استند إلى ديوان «رصيف القيامة» للشاعر والزميل ياسين عدنان. وفوجئت أحرار بحملة مسعورة شنّتها صحيفة «التجديد» الناطقة باسم «حزب العدالة والتنمية»، بعد عرض العمل في مراكش. أما سبب الضجة، فهو مشهد عابر تكون فيه الممثلة بلباس البحر، ما دفع أحرار إلى التعليق ساخرةً: «لحسن الحظ ما زالت هناك نسبة من مغربيات القرن الحادي والعشرين يرتدين لباس البحر على نحو عادي على الشاطئ، كما في السبعينيات»