أيام قليلة وينتهي 2010، تاركاً خلفه سنة فنيّة ضعيفة، غابت عنها النجومية المطلقة. ورغم بعض النجاحات لعدد محدود من المغنّين، فإن نظرة عامة على المشهد الغنائي تُظهر تراجعاً في مستوى الألبومات والحفلات.وقد تكون نجمة العام إليسا التي أصدرت في نهاية 2009 ألبومها «تصدّق بمين». وهو العمل الذي أطلقت عليه الصحافة العربية لقب «تسونامي» بسبب نجاحه الكبير، رغم الانتقادات التي واجهت صورة الغلاف، إذ ارتدت صاحبة «أجمل إحساس» فستاناً شبيهاً بذاك الذي ارتدته النجمة العالمية إيفا لونغوريا. وأدّى نجاح العمل إلى فوز إليسا بجائزة «وورلد ميوزيك أوورد»، و«جوردن أوورد»... كل ذلك في ظلّ أخبار وشائعات عن ارتباطها الوشيك برجل أعمال ليبي.
وفي شباط (فبراير)، وضعت شيرين طفلتها الثانية هَنا، وغابت عن الأضواء وعالم الألبومات، إلا أنها ظهرت في بعض البرامج، وبدا أنها تنتظر خسارة وزنها الزائد قبل أن تعود إلى الساحة. وعائلياً أيضاً، تزوّجت في الشهر نفسه مايا نصري لتغيب بعدها عن أي نشاط فني. وقد يكون الحدث الأبرز في الشهر الثاني من 2010، المؤتمر الصحافي الذي عقده الوليد بن طلال في الرياض، لإعلان شراكة «روتانا» مع «نيوز كورب» التي يملكها إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ. كل ذلك في وقت كانت فيه الأزمة المالية في الشركة السعودية تتفاعل، فغابت عنها الإنتاجات الفنية والمؤتمرات والمشاركة في المهرجانات، في ظلّ حديث عن قرب إقفال مبنى الشركة في وسط بيروت، وانتقال الموظفين إلى مبنى آخر تابع لشركة «باك». كما تردّد أن برامج «روتانا موسيقى» ستتوقّف نهائياً. وفي انتظار معرفة مصير الشركة السعودية، لا يمكن أن نتجاهل صرفها عدداً كبيراً من الموظفين في سعي واضح إلى تخفيف الأعباء المالية. إلا أن الأزمة الاقتصادية لم تمنع «روتانا» من إصدار ألبوم لأمل حجازي، وآخر لأسماء المنور في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. كما أصدرت شريطاً غنائياً لأبو بكر سالم، وفارس كرم، وأيمن زبيب. أما اتفاقيات الشعر التي وقعتها الشركة مع سهام الشعشاع وزاهي وهبي، فقد ذهبت أدراج الرياح. وعبرت الشعشاع عن استيائها من هذا المصير. ولم تنجُ هيفا وهبي من ضائقة الشركة رغم ازدياد الحديث عن قرب صدور ألبومها مطلع 2011. أما فنياً، فتعاونت وهبي للمرة الأولى مع الـ«دي. جي» العالمي دافيد فانديتا الذي وزّع لها أغنية «يا ما ليالي». وقضائياً، فازت هيفا بالدعوى التي رفعتها على الصحافيَّين أمين شعلان، ونضال الأحمدية على خلفية مقالات نشرت في مجلة «الجرس». كذلك استطاعت صاحبة «الواوا» استصدار قرار يمنع رولا سعد من أداء أغنية «إيه ده إيه ده» بعد نزاع على ملكيتها.
وضمّت لائحة المتضررين من «روتانا» نجوى كرم. لكنّ هذه الأخيرة تمكّنت من تحقيق نجاح حقيقي في حفلاتها، وفي أغنيتيها المنفردَتَين «بالروح بالدم»، و«لشحد حبك» اللتين صورتهما على نفقتها الخاصة. ويُتوقع أن تصدر ألبوماً كاملاً منتصف 2011.
أما نانسي عجرم فشُغلت نهاية العام بحملها للمرة الثانية. النجمة الشابة التي دخلت شركة «أرابيكا» الحديثة العهد، أصدرت ألبومها في أيلول (سبتمبر) وحمل اسم «نانسي 7». وصوّرت عجرم أيضاً هذا العام أغنية خاصة ضمن سلسلة أغاني بطولة كأس العالم مع المخرجة ليلى كنعان.
من جهة ثانية، تجسّد كارول سماحة دور صباح في مسلسل «الشحرورة» المتوقّع عرضه في رمضان المقبل. إلا أن نجاح سماحة هذا العام، لم يجعلها بمنأى عن الشائعات، ولعلّ أخطرها كانت شائعة وفاتها التي أُطلقت في أيار (مايو) الماضي. وقد يكون راغب علامة الفنان الوحيد الذي تعرّض لهجوم «سياسي» هذا العام، إثر توقيعه عقداً مع شركة «ستاربكس» المتّهمة بدعم إسرائيل. إلا أنّ ذلك لم يمنع ألبومه الجديد «سنين رايحة» من تحقيق النجاح الذي تكلّل بحصول علامة على وسام أكثر الحكّام العرب «ديموقراطيّة»، أي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وهو ما حصل أيضاً مع ماجدة الرومي التي حصلت على وسام تونسي.
أما نوال الزغبي فلم تتردّد في الخلط بين حياتها الخاصة وفنها، إذ أصدرت أغنية «فوق جروحي» الموجهة إلى زوجها السابق إيلي ديب. لكن ذلك لم ينتشلها من الفشل الذي لاحقها، وخصوصاً بعدما فشلت «ميلودي» في إصدار ألبومها الجديد في 2010. كما شهد العام تكريم وديع الصافي لمناسبة عيده التسعين في «مهرجان بيبلوس». هناك، أدى وائل كفوري ونجوى كرم أجمل أغاني الفنان التسعيني. وجمالياً، انتُخبت رهف عبدالله ملكة جمال لبنان، وريما فقيه اللبنانية الأصل ملكة جمال أميركا.
وعلى صعيد الأحزان، توفي في لبنان كل من عارض الأزياء سامر الياس، والمخرج محمود المقداد، والمخرج يحيى سعادة. كذلك توفيت المطربة العراقية الأصل رباب التي طلبت دفنها في الإمارات.


إيه في أمل

قد يكون الحدث الفني الأبرز في عام 2010، هو خروج الخلاف بين فيروز (الصورة)، وورثة منصور الرحباني إلى العلن. وانتقل هذا الخلاف من الغرف المغلقة ليشغل وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، إذ اتُّهم مروان، وغدي، وأسامة الرحباني بمنع فيروز من الغناء، ومن استعادة أعمال الأخوين الرحباني. وفي ظل كل هذه المشاكل، نظّمت مجموعة من جمهور «سفيرتنا إلى النجوم» اعتصاماً تضامنياً معها أمام مبنى المتحف في بيروت. وبعد هذه الخلافات أحيت فيروز حفلتين ناجحتين في «بيال» في بيروت، تزامناً مع صدور ألبومها الجديد «إيه في أمل».