يدرك الجميع أن تمتّع أيّ ممثل بالموهبة لا يعني بالضرورة قدرته على تقديم أعمال ناجحة. هذه القاعدة يؤكّدها النجم الشاب محمد رجب، الذي نجح خلال عشر سنوات في تكوين قاعدة جماهيرية جيدة والوصول إلى مرحلة البطولة المطلقة، وخصوصاً في السنوات الثلاث الأخيرة. هكذا برز الشاب في عدد من الأفلام من خلال دور البطل المساعد، وأبرز هذه الأعمال «ملاكي إسكندرية». وسرعان ما بدأ رجب مسيرته في البطولة المطلقة، لكن يمكن كل من شاهد أفلامه الأخيرة التي أدى فيها دور البطل، أن يلاحظ من دون عناء أنّ مستوى رجب يتراجع ولا يتقدم، إذ إنّه اضطر إلى التكّيف مع رؤية المنتج التجارية لا الفنية. هكذا حقق فيلم «ثمن دستة أشرار» نجاحاً سينمائياً وتلفزيونياً، وبقي مستوى أدائه متماسكاً في «كلاشينكوف». ولعل ما ساعد العملين على النجاح هم الأبطال المشاركون إلى جانب رجب، مثل ياسمين عبد العزيز، ونيكول سابا، وخالد صالح، وغادة عادل... إلا أن خياراته في فيلمه الثالث «المش مهندس حسن»، والرابع «محترم إلا ربع» لم تكن موفّقة. وهنا لا بد من التوقف عند الفيلم الأخير الذي ينتمي انتماءً واضحاً إلى «سينما السبكي». وهذه الأخيرة هي نمط فريد في إنتاج الأفلام أرساه الأخوان محمد وأحمد السبكي، إذ نجح هذان في الترويج لنوع معيّن من الأفلام التي تركّز على المواقف الكوميدية من دون الحاجة إلى ربطها بالسياق الدرامي، إضافةً إلى بعض التلميحات الجنسية من دون مشاهدة قبلة واحدة. كذلك تحتوي معظم أفلام السبكي على طفل يبرز في الأحداث... وأغنية عن المخدرات! كل هذه التوليفة نجدها في الإعلان الترويجي لفيلم «محترم إلا ربع» تأليف محمد سمير مبروك، وإخراج محمد حمدي، لكن اتضح سريعاً أن الإعلان الترويجي لا يشبه الفيلم، إذ إن الطفلة ملك زاهر تظهر في مشاهد معدودة وتغني في زفاف شقيقة صديق البطل من دون أن يكون لهذا الأمر أيّ مبرر درامي، علماً بأن كل مشاهدها تقريباً موجودة في الإعلان لإقناع الأطفال بأن الفيلم موجّه إليهم. وهو عكس الواقع إذ يظهر في العمل عدد من المشاهد التي تحمل إيحاءات جنسية، من بينها مشهد للبطل وهو ذاهب إلى منزل صديقته متظاهراً بالإعياء الشديد ليمارس الجنس معها. والمفارقة أن هذه الصديقة لا تظهر في الفيلم إلا من خلال هذا المشهد الوحيد. وتدور الأحداث الرئيسية للفيلم حول رسام كاريكاتور يواجه الفساد ويتعرض لمطاردة رجل أعمال، ونائب في البرلمان من دون أن يعرف أن الفتاة (لاميتا فرنجية) التي أعجبت به هي ابنة هذا الرجل. وتعيش هذه الفتاة مع أمها (مادلين طبر) التي تتزوّج بشاب (أحمد زاهر) يطمع بثروتها. أما زميلة الرسام (روجينا) في الصحيفة حيث يعمل، فتحاول إقناعه بأنها العروس المناسبة له. وفي وقت تتدهور فيه حياة الرسام بعد تعرّضه لاعتداء، وهجر حبيبته له لشعورها بالممل، يعتزل الصحافة ويتحوّل إلى مهندس ديكور ناجح. ثم يعود ويفكّر في الثأر القديم لكنه لا يُحكم المؤامرة جيداً، فتُخطف زميلته في العمل مع الطفلة ويذهب شخصياً لتخليصهما من أيدي «الأشرار».
«محترم إلا ربع» ـــــ «أمبير سوديكو» (بيروت) ـــــ للاستعلام: 01/616707