نداء عاجل من زعماء لبنان
إلى الشعب «البردان» الخائف من العاصفة
إنتبهوا العاصفة آتية! فنحن المسؤولون غير مسؤولين إن أخذتكم العاصفة وأودت بكم «بستين داهية»!
تعلمون أن بلدنا لبنان لم يشهد، حسب ذاكرتنا، أية أمطار أو سيول أو عواصف من قبل ولذلك نحن غير مهيّئين للتعامل مع هذا التغيير المناخي المفاجئ.
تبنون في مجرى النهر وتشتمون لأن النهر فاض عليكم. تطمرون البحر وتشتمون لأن البحر هجم عليكم. تخالفون المواصفات وتغشّون وتشتمون المطر لأن البنايات تنهار عليكم.
تقفون على أبوابنا لتشريع مخالفاتكم وتنتخبوننا ثم تشتموننا لتعيدوا انتخابنا من جديد.
تقولون إننا نسرقكم لكنكم لا تمانعون الاستفادة مما رزقناه.
إنسوا كل شيء وتدثروا تحت اللحف واقطعوا الأشجار وتدفّأوا.
لا تقودوا السيارات، اركبوا القطار الذي جُهِّز في العام 1908 ونسينا أن نشغّله مجدداً ولا تنسوا أننا وأنتم شيّدنا على سكّته منتجعات ومزابل ومخادع.
لا ترسلوا أولادكم إلى المدارس فإن لم تأخذهم العاصفة قد تقضي عليهم السيارات المفخخة.
اشتموا الدولة فنحن رؤساء ووزراء ونواب نشتمها أيضاً.
لا تتظاهروا الآن فالبرد الشديد يضرّ بصحتكم.
إذا سرق المازوت فقولوا أنها العاصفة.
إذا اختنق أولادكم برائحة المازوت، فقولوا أنها العاصفة.
إذا غرقت الطرقات بالسيول والمجارير فقولوا أنها العاصفة.
إذا غابت الكهرباء، الصحة، المدرسة، والاخلاق فقولوا إنها العاصفة.
إذا قطعت الأشجار فقولوا أنكم شعب بردان و«برّيد».
أغلقوا الأبواب، تنشّقوا المازوت، احضروا قنواتنا المتشدّقة بالكلام عن العاصفة. أية عاصفة؟
عاصفة تأخذنا جميعاً رؤوساء، وزراء، نواب وتأخذكم أيها الشعب «البردان» الغارق بالسخافات، والخائف من العاصفة.
شكراً لك أيتها العاصفة فقد برّرت لنا كسلنا فالأستاذ لن يدرّس والقاضي لن يحكم والمحامي والمهندس والكهربائي والميكانيكي أصبح لديهم حجة! شكراً لك أيتها العاصفة ورجاءً دمّري حتى نشحّد شعبنا العظيم بعض الليرات حتى يصرخ «وين الدولة»؟
انتخبونا مجدداً فنحن أفضل ما عندكم وتذكّروا أن الله «كتب لنا» طقساً جميلاً وحرارة مقبولة خلال العام فلو كنّا مثل السعودية أو ألاسكا لكانت خسارة الكهرباء ارتفعت من 4 مليار دولار سنوياً إلى 10 مليار أو أكثر.
تعالي أيتها العاصفة وخذينا لكنك لن تنجحي، «فنحنا هون ما منترك جبلنا، تراب الأرز أغلى من الدهب» وأمّا شجر الأرز فقد حطبناه لك.
شكراً ألكسا، لقد وحّدت لبنان العظيم شيعة وسنة ومسيحيين ودروز وعلويين وعلمانيين زعماء وشعب، فكلّنا خائفون منك.
ألكسا لا حاجة لأن يكون اسمك الحاجة «زينب» في الضاحية والحاجة «عائشة» في طرابلس فأنت رمزنا.
احمدوا ربكم واشكرونا وناموا تحت اللحاف أيها الشعب الغارق الخائف، «البردان» النائم. دمتم ودامت العاصفة! شكراً ايتها العظيمة ألكسا!
التوقيع
زعماؤكم إلى الأبد