اعتدى عدد من الأشخاص على راعٍ من بلدة بقاعصفرين- الضنية كان برفقة قطيعه في جرود البلدة وقتلوا عدداً من رؤوس الغنم والماعز بعد إطلاق الرصاص عليها من أسلحة حربية كانت بحوزتهم، في مشهد يتكرّر كلّ سنة في تلك الجرود بين أهالي المنطقتين، بسبب خلافات بينهم حول المشاعات والمراعي تؤدّي إلى وقوع إشكالات وتراشق اتهامات.
ووصف رئيس بلدية بقاعصفرين الاعتداء بـ«الإرهابي»، موضحاً أنّه فوجئ مساء 4 حزيران باعتداء «من أشخاص إرهابيين من أصحاب السّوابق في الإرهاب والقتل والعمالة، أقدموا على قتل قطيع من الماعز والغنم وإصابة عدد آخر بكلّ دم بارد، وبسلاح متطوّر وبقناصات حديثة». وكشف أنّ «الراعي محمد عباس، وهو من سكان بقاعصفرين شتاءً وجرودها صيفاً، كان يهمّ بالرجوع مع قطيعه إلى مأواهم، بالتزامن مع قدوم سيارتين رباعيتي الدفع، استقرّتا عند تلال قريبة منهم، فأخرجوا سلاحهم الزيتي المشبوه وغير الشرعي وصوّبوه نحو قطيع الراعي وأطلقوا الرصاص مباشرة على القطيع من أربع قناصات، قبل أن يعودوا أدراجهم باتجاه منطقة بشري المحاذية لجرودنا، والنتيجة قتل عشرات رؤوس الماعز والغنم وإصابة أخرى، بعدما أرهبوا الراعي وأولاده الصغار».

وأهاب زود بالقوى الأمنية «وللمرّة الأخيرة القبض على الفاعلين من منطقة بشري وذلك خلال مهلة أقصاها 48 ساعة، وتسليمهم للقضاء المختص، وبالتحديد للمحكمة العسكرية، لأنّ هذا الفعل هو فعل إرهابي محض، كأفعال تنظيم داعش، وتكرّرت أفعالهم الإرهابية للمرة الرّابعة خلال السنتين الماضيتين». وقال: «تبلغنا منذ أيام من قيادة الجيش خبراً مفاده بأنّ منطقة جرود بقاعصفرين وبالتحديد القرنة السوداء هي منطقة عسكرية وستجري فيها دورات عسكرية لفوج المغاوير، وذلك لأخذ العلم بأنّنا بأمان ولا ضرورة لأن يحمل أحد السلاح، ما دفعنا للتساؤل: كيف مرّت سيارتان رباعيتا الدفع داكنتا اللون داخلهما ملثمون من بين دوريات الجيش دون أن تلحظهم؟». ووضع «هذه المعلومات بتصرف قائد الجيش شخصياً وبمثابة إخبار لدى النيابة العسكرية في بيروت»، وأضاف: «لن نتقدّم بفتح محضر في الحادثة إلى أن يصلنا خبر توقيف المتورّطين لمحاسبتهم، والإ سنُضطرّ آسفين إلى استخدام الأمن الذاتي كبلدية وكأهالي الضنّية لمواجهة من يتربّص بنا شراً، فالعين بالعين والسّن بالسّن والبادي أظلم».