في دار المصوّر في الحمرا، يستعيد مصوّرون نضال «أيقونة أهالي المفقودين» أم عزيز ديراني، في معرض بعنوان «أم عزيز - عن أمهات انتظرن طويلاً ثم رحلن». عشر صور للأم المفجوعة بأربعة أولاد اختطفوا إبان الحرب الأهلية عام 1982 ولم يعودوا، غادرت الحياة أواخر العام الماضي من دون أي معلومة عن مصيرهم، هزّت الزوار. تأثّروا بصاحبة الوشاح الأبيض التي لا تفارقها صور الشبان الأربعة. ومنهم من أبكته دموع أم عزيز التي ملأت وجهها وأطفأت عينيها. «لبّى كثيرون الدعوة لدرجة أننا فتحنا المعرض نهار السبت نزولاً عند رغبتهم. والزوار بغالبيتهم من فئة الشباب (بين 20 و30 عاماً) توّاقون لمعرفة المزيد عن قضية المفقودين والمخفيّين قسراً خلال الحرب الأهلية»، بحسب مؤسّس الدار رمزي حيدر.
بين صور بالأسود والأبيض وأخرى ملوّنة كبرت أم عزيز، ولم تملّ من ساحات التظاهر. تتوسّط النساء، تحمل لافتات، تصرخ، تناشد، تبكي، تشرد في البعيد. حتى صارت «أيقونة أهالي المخطوفين» تلاحقها عدسات المصورين لإيمانهم أنها ستعطي الصورة التي يريدونها عن واقع الأهالي.
يقول حيدر، المصوّر الذي واكب تحركات أهالي المخطوفين إنّ «أمّ عزيز كانت حالة استثنائية، لأن من جهة مصابها مضاعف أربع مرات، ومن جهة ثانية تملك كاريزما وقدرة على توصيل الرسائل عبر آلة التصوير». ويضيف: «بين 100 امرأة كانت أم عزيز تجذب المصورين إليها بحضورها اللافت، صوتها المرتفع الذي لا يهدأ، ودموعها السخية».
يستمرّ المعرض حتى يوم الجمعة المقبل، 31 آذار، في دار المصوّر في الحمرا.