«راح البطل» بهذه الكلمات نعت بلدة اللبوة ابنها المعاون أول حسن شريف (33 سنة) الذي قضى شهيداً بالأمس خلال المداهمات التي نفذها الجيش ضد رؤوس كبيرة مطلوبة بتجارة المخدرات في بلدة حورتعلا شرق بعلبك. التف البقاعيون واللبنانيون حول الجيش وأبنائه الثلاثة الذين قضوا غدراً، وهم إلى شريف، الرقيبان جورج أبو شعيا وبول الجردي «فما زال في البلد من يقاوم الموت الذي تزرعه هذه العصابات المجرمة في أجساد الشباب وتفتك بهم» بحسب مصادر رفيعة في الجيش اللبناني.كثر حملوا صور شريف ونعوا باستشهاده الشهامة والمروءة واستعادوا «فيديو» يبدو فيه ملثماً ويتعهد به باستكمال درب الشهيد زين العابدين شمص الذي قضى في العملية الأمنية التي استهدفت أبرز المطلوبين في تجارة المخدرات علي منذر زعيتر المعروف بـ«أبو سلة» في حزيران من العام الماضي.

«3 شهداء للجيش في مداهمة كهذه هو عدد كبير» تقول مصادر خاصة في الجيش، لكنها تشير إلى «غدر، والإصابات كلّها خلفية» حصل خلال العملية «فعندما طوّقت مجموعة القوى الضاربة منزل ز. المصري الهارب من وجه العدالة والمطلوب بـ 253 مذكرة وأبرزها صناعة المخدرات (الكابتاغون)، خرج أخ المطلوب ح. المصري في المنزل المقابل. طلب منه الجيش الدخول إلى المنزل على اعتبار أنه مدني فأحضر سلاحاً وغدر بالشهداء الثلاثة، وبعدها قتلت مجموعة مؤازرة من الجيش القاتل واثنين غيره.
يؤكد والد زوجة الشهيد شريف أن البقاعيين مع الجيش ضد «الزعران»، مشيراً إلى أن الشهيد كان شجاعاً وهو «الدينمو» في مجموعته في مخابرات الجيش، وقد أصرّ أكثر من مرة على أهمية تطهير بعلبك من هذه المجموعات التي فتكت بأبناء المنطقة والبلد مهما كلف الثمن. للشهيد شريف طفل اسمه إيليا (عمره 7 أشهر) يقبع في المستشفى بسبب مشكلات صحية، وطفلان آخران (بنين 15 سنة ومنير عمره 5 سنوات) وعلى رغم أحوال البلد الصعبة وتقاضيه راتباً يقل عن 40 دولاراً، إلا أنه ذهب كما رفاقه في سبيل إنجاز المهمة الوطنية. مهمة لم تنته بعد الوفاة، إذ علمت «الأخبار» أن والد الشهيد جورج شعيا تبرّع بأعضاء ولده إلى المحتاجين.
مصادر في قيادة الجيش تؤكد أن من يندّد بعمليات الجيش المتواصلة منذ نحو سنة لضبط فلتان العصابات في البقاع، هم فقط العصابات الذين يخرجون في بيانات لا تمثل سواهم، أما الأحزاب والمجتمع البقاعي وحكماء العائلات الكبيرة، كلّها متضامنة مع عمليات الجيش الذي أكد أنه ماض في مهماته ضد المجرمين. ولفتت المصادر إلى أن الجيش لا يستهدف سوى المطلوبين، وهو ما يؤكده مقتل الشهداء الثلاثة غدراً. «فنحن نتجه نحو الهدف المحدّد بحذر شديد». وتشير المصادر إلى أن «المستهدف في العملية هو أحد الرؤوس الكبيرة في صناعة المخدرات التي بات بسببها 90% من شبابنا مخدر. والعملية مستمرة وهدم خلالها الجيش 10 ربعات لتجار المخدرات».
يذكر أن الجيش خسر 10 شهداء منذ عام 2013 في مكافحة تجارة المخدرات في بعلبك.