عاد رغيف الخبز ليختفي من بين أيدي المواطنين في البقاع، حتى في ظلّ غياب أي ضوابط لسعر ربطة الخبز، إذ وصل إلى 40 ألف ليرة في أحد محالّ «السوبرماركت»، ورغم ذلك يشتريها المواطن «مع بوسة يد» تقول فاطمة إحدى الزبائن، معترضة على الاستنسابية التي يوزّع بها بعض أصحاب الدكاكين ربطات الخبز التي وصلتهم وبالأسعار التي يرتؤونها. ملامح الأزمة المفتعلة بدأت منذ يومين في البقاع، مع تقليص الأفران الكميات المطلوبة لأصحاب المحال التجارية والموزّعين. وقد تجاوزت نسبة التقليص الـ75% بحسب صاحب سوبرماركت في مدينة بعلبك. فقد ذكر أنّه يطلب دائماً ما يقارب 300 ربطة خبز يومياً، ليتفاجأ بتسليمه 50 ربطة فقط مع زيادة في سعر الربطة فاقت الثلاثة آلاف ليرة.
ويؤكد صاحب دكان في بلدة شمسطار لـ«الأخبار» أن الأفران في البقاع أو خارجه، وحتى تلك التي في بيروت، قلّصت عدد ربطات الخبز ورفعت من سعرها حيث باتت 29000 ليرة «وأبلغونا أنّها ستكون غداً (اليوم) بـ33000، وبكمية أقلّ. وعندما حاولنا الاستفهام كان الردّ ألا ترون سعر الدولار كيف يحلّق... وطبعاً يسخرون من الكلام عن وزارة الاقتصاد أو حماية المستهلك».
الأزمة مفتعلة، يؤكد أحد موزّعي الخبز في غربي بعلبك، موضحاً أنّ «أصحاب الأفران يتحكّمون الآن في سعر ربطة الخبز والكمية التي تُسلم لنا، في حين أننا كموزّعين لم نتمكن من رفع نسبة أرباحنا رغم ارتفاع سعر البنزين لأن المواطن سيصبح ملزماً بشرائها بأكثر من 35 ألف ليرة».