نفّذ عناصر جهاز فوج الإطفاء في اتحاد بلديات الفيحاء اعتصاماً أمام مركزه في منطقة المحجر الصحّي في طرابلس، قطعوا خلاله الطريق الدولي في الاتجاهين بعدما وضعوا آليات الفوج وسطه، احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم منذ 4 أشهر، وعدم صرف بدل النقل العائد إليهم مع المتأخرات، وعدم قبول مستشفيات طرابلس استقبال أيّ عنصر منهم للعلاج، فضلاً عن عدم توافر مادة المازوت في آليات وخزّانات الفوج، ما أصاب عملهم بالشّلل.
ولم يقتصر احتجاج عناصر الفوج على قطع الطريق الدولي فقط، بل قاموا بإغلاق مدخل مقر اتحاد بلديات الفيحاء المجاور بالأقفال الحديدية، ومنعوا دخول أيّ موظف أو عامل إليه.

خطوة عناصر الفوج هذه جاءت بعد قرابة أسبوع من إصدارهم بياناً اعتذروا فيه من أهالي مدن اتحاد بلديات الفيحاء، طرابلس والميناء والبدّاوي والقلمون، عن «عدم قدرتهم على تلبية النداء في حال نشوب أيّ حريق»، للأسباب الآنفة الذكر، لكنّ أحداً من البلديات أو المسؤولين لم يتحرّك لمعالجة مشكلتهم.

عناصر الفوج الذين شاركوا في الاعتصام، لفتوا إلى أنّه «برغم اعتصامنا اليوم فإنّ زملاء لنا يقومون حالياً بإخماد حريق مستودع فرن في منطقة القبّة، لكن للأسف فإنّ الاستهتار بنا وصل إلى حدّ أنّه لم يعد لدينا مازوت لتشغيل الآليات، وإذا اتصل بنا أحد بيته أو محله يحترق نقول له نريد أن تؤمّن لنا المازوت مسبقاً. لقد بتنا نشحذ المازوت لاستمرار عملنا».

وبعد أن اعتذروا من أهالي مدن الفيحاء على قطعهم الطريق، قالوا: «نحن موجوعون. لا نقبض بدل نقل، برغم أنّنا نحتاج إلى 150 ألف ليرة ذهاباً وإياباً، بينما ما يزال بدل النقل القديم 65 ألف ليرة على حاله، ولا نقبضه. ومعاشنا أصبح أقل من 50 دولاراً ولم نقبضه منذ أربعة أشهر، وهو لا يزيد على مليون و800 ألف ليرة، وإذا أصيب أحد منا في حريق لا يوجد أي مستشفى يقبل استقبالنا»، ولفتوا إلى أنّ زميلاً لهم «متقاعداً بعد 40 سنة خدمة» توفي أوّل من أمس بعدما رفض أيّ مستشفى استقباله.

وأشاروا إلى «أنّنا نخدم أربع بلديات، ليس من المقبول والمنطق أن لا تستطيع هذه البلديات حلّ قضيتنا. نحن لا نستجدي أحداً، لنا حقّ عليهم ونريده. أصدرنا بياناً منذ أسبوع ولم يتحرّك أيّ مسؤول للاتصال بنا ومعالجة المشكلة. نحمل يدنا على أكفنا أثناء عملنا ونخاطر بحياتنا، وبعد ذلك يقولون لنا لا يوجد رواتب ولا ضمان ولا بدل نقل، فلماذا نعمل إذاً؟».

وطالب عناصر الفوج في بيان تلوه خلال الاعتصام «الجهات المعنية، وتحديداً وزير الداخلية والبلديات بسّام مولوي، وبلدية طرابلس وبلديات اتحاد بلديات الفيحاء، التدخّل السّريع لحلّ هذه المشكلة في أسرع وقت، وإلا سنضطر للأسف إلى التصعيد».

ودقّ اعتصام فوج إطفاء اتحاد بلديات الفيحاء وتوقفهم عن العمل جرس الإنذار في مدن الاتحاد، لأنّ من شأن توقف فوج الإطفاء عن تلبية نداءات الاستغاثة أن تتسبّب الحرائق التي تندلع شتاءً في منازل الطرابلسيين ومدن الاتحاد، بسبب استخدام أجهزة تدفئة كالغاز والفحم والكهرباء، بشكل غير آمن، في إلحاق أضرار بالمواطنين وبيوتهم وممتلكاتهم، خصوصاً بعدما شهدت الأيّام القليلة الماضية حرائق عدّة من هذا النوع في بعض أحياء مدينة طرابلس وجوارها، عمل عناصر جهاز الإطفاء على إخمادها.