ما تزال طرابلس تعيش تحت وقع صدمة الجريمة التي ارتكبت فيها أمس، وأودت بحياة 4 أشخاص وجريحين، وسط مخاوف من أن تكون هذه الجريمة وغيرها مقدمة لانفلات أمني، خصوصاً أن يوم أمس تزامن مع وقوع سلسلة من الحوادث والإشكالات التي رافقها إطلاق نار وأدت إلى سقوط جرحى، ما أثار تساؤلات حول إنْ كان ما يجري مجرد صدفة أم أعمال مدبّرة؟
وشيعت طرابلس بعد صلاة الظهر الضحايا الذين سقطوا بإطلاق نار على محل لبيع الهواتف الخليوية من قبل ثلاثة ملثمين كانوا على متن دراجتين ناريتين، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة. والضحايا هم الشقيقان محمد وعمر الحصني اللذان يعملان في المحل من بلدة ببنين في عكّار، وصاحب المحل محمود خضر من جبل محسن. أما الضحية الرابعة فهو خالد عبد المجيد من بلدة خربة داود في عكار، فقد ثارت شبهات كثيرة حول ظروف مقتله ووجوده في المحل أثناء وقوع الحادثة.

وحتى الآن، لم تحسم أسباب وظروف الجريمة. بعض المعلومات قالت إن دافعها السرقة. فيما لفتت مصادر أخرى إلى أن المستهدف هو عبد المجيد الذي دخل إلى المحل للفرار من الملثمين الذين كانوا يلحقون به قبل أن يطلقوا النار باتجاه المحل ويرموا قنابل يدوية.

ومهما كانت الأسباب، إلا أن الحادثة أعادت أجواء كابوس الانفلات الأمني الذي عانت منه المدينة لسنوات. وقد شهدت منطقة جبل محسن مسقط رأس صاحب المحل مسيرات غاضبة وإطلاق نار وظهوراً مسلّحاً فور شيوع خبر وفاته مساء أمس، ما دفع الجيش اللبناني إلى إغلاق الطرقات المؤدية إلى المنطقة وفي محيط منطقة التل حيث مسرح الجريمة، وتسيير دوريات في أنحاء المدينة، وإقامة حواجز أمنية، في موازاة استقدام تعزيزات عسكرية وأمنية.