نظّمت مجموعة من الناشطات النسويات والناشطين في مجتمع «الميم عين»، اليوم، مسيرة حقوقية في سبيل مناهضة «العنف الممنهج الذي تمارسه السلطة ضدّ الفئات المهمّشة مثل اللاجئين السوريين والعاملات الأجنبيات ومجتمع الميم عين...».
مروحة القضايا التي تناولتها المسيرة ودعت إليها كانت واسعة وفضفاضة، وعلى أهمية تغطيتها، خاصةً بعد سلسلة الانتهاكات الممارسة من جرائم العنف الأسري والتّحرش في المدارس والاغتصاب، وصولاً إلى حملة التحريض ضدّ اللاجئين السوريين وقمع الحريات الشخصية، بدا واضحاً أن هذه المسيرة شكّلت عباءة حماية لتغطية تظاهرة تتبنّى مجتمع «الميم عين»، بعدما اضطروا في وقت سابق إلى إلغاء تظاهرة كانوا قد دعوا إليها رفضاً لقرار وزير الداخلية بسام المولوي منع إقامة أي احتفال أو لقاء أو تجمّع يهدف إلى «الترويج لظاهرة المثليين».

ألغيت التظاهرة يومها، وخرجت إلى النور اليوم مع المسيرة التي انطلقت من جسر الرينغ إلى عين المريسة في بيروت. مرّر المشاركون حقوق المثليين مع حقوق الفئات الأخرى، فهتافات دعم حقّ المرأة في العمل مثلاً تبعها مباشرة حقّ المثليين بالعمل أيضاً.

ترفض إحدى منظمات المسيرة، رهف دندش، التوقف عند مشاركة مجتمع «الميم عين»، ورداً على سؤالنا إن كانت هذه المسيرة تُعدّ تحدّياً لقمع التّحرك السابق، تقول: «هذه المسيرة تشمل كل الفئات المهمّشة ولا تركّز على فئة دون سواها، وهدفها مناهضة عنف السلطة تجاههم». وتجد في وسائل الإعلام «أداةً بيد السلطة تستخدمها لقمعنا وترهيبنا من خلال البرامج التي تُبرّر الفساد وتبيّض صورة الفاسدين وتحرّض على اللاجئين».

وقد شارك عشرات الشبان والشابات في المسيرة التي انطلقت من جسر الرينغ، مروراً بساحة الشهداء، حيث علت هتافات «هذا الشارع شارعنا والثورة ثورتنا، ثورة نسوية»، ووصلت إلى عين المريسة، فكان الختام مع شعار الحراك: «نرفض، نتضامن، نتحرّك». رقص المشاركون تارةً وغنّوا: «بدنا نرقص بدنا نغني بدنا نسقط النظام»، وغضبوا تارةً أخرى وصرخوا بانفعال: «لا نريد الذّكورية والتّحرش والعنصرية والهوموفوبيا والأبوية».

جرى التركيز على حقوق المرأة مثل حقها في: منح الجنسية لأولادها، الحضانة، العيش في بيئة خالية من التّحرش، الإجهاض... وكانوا محتدّين في الدفاع عن اللاجئين السوريين الذين يجري استغلالهم وتحميلهم مسؤولية الفساد، فهتفوا «الدواء مقطوع واللي وصّلنا للجوع عم يحرّض عاللاجئين… وأهلا وسهلا باللاجئين». كما أوصلوا التحية «من بيروت إلى العاملة الأجنبية». الشعارات كانت فضفاضة، ومن كلّ وادٍ عصا: بدءاً من «بدنا نسقّط النظام والسلطة الحراميّة والبلطجية التي سرقت الودائع»، وصولاً إلى «بدنا نحرّر فلسطين».

المتظاهرون برّروا مظلة الحقوق الواسعة التي نادوا بها في بيانهم، مؤكّدين أن «الحقوق على اختلافها هي حقوق أساسية لا تتجزأ، لا مساومة عليها، وأن أي امرأة وأي شخص يعيش في لبنان، كائناً من كان، لها وله الحق في الحصول عليها. والاعتداءات بحقّ أيّ فئة من المجتمع سرعان ما ستمتدّ لتطال باقي الفئات».

وفي هذا الإطار، تقول عضو المؤسسة ومديرة البرامج في المنظمة النسوية «Fe-Male»، حياة مرشاد، إن «التّحرك اليوم يندرج تحت مظلة واسعة من الحقوق والحريات المنشودة، لنقول إن كل القضايا هي أولويّة والتضامن أساسي لتعرية كذب السلطة، كما نزلنا نيابةً عن فئات تتعرّض للعنف بصمت غير قادرة على المشاركة معنا، نزلنا لنقول لها إننا معكم».